نشرت مجلة تايم الأمريكية مقالاً بعنوان “2020 اختبرتنا لأبعد الحدود، أين نذهب من هنا”، على موقعها يوم الجمعة، ترجمه المركز الصحفي السوري بتصرف، أن سنة 2020، أسوء سنة مرت على العالم، وهي قصة سنة لن ترغب أبدا بالرجوع إليها، مبرزة على غلاف عددها الأخير لهذه السنة: “أسوء سنة على الإطلاق”.
كانت هناك سنوات أسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، وبالتأكيد سنوات أسوأ في تاريخ العالم، لكن معظمنا على قيد الحياة، اليوم لم ير شيئًا مثل هذا.
ستحتاج إلى أن يكون عمرك أكثر من 100، لتتذكر الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى ووباء الإنفلونزا عام 1918، و في التسعينيات من العمر ليكون لديك شعور بالحرمان الاقتصادي الناجم عن الكساد الكبير؛ وفي الثمانينيات من العمر للاحتفاظ بأي ذكرى للحرب العالمية الثانية وأهوالها.
كان العام الحالي عادياً بشكل جنوني، انقلب فيه روتين الحياة اليومية ضدنا، التهديد الأكثر إضعافا لنا هذا العام كان الشعور بالعجز، على الرغم من أن من طبيعة الناس أن يؤمنوا بصلابتهم وخصوصا الأمريكيين.
ثم ظهر فايروس covid-19, حيث التقى العجز بشريكه في الجريمة؛ العزلة، عندما تحول العالم إلى الحظر كدفاع ضد الفيروس، اكتشف من أمكنه العمل عن بعد من الناس كيفية أداء وظائفهم في المنزل، لم يكن لدى الكثير منهم هذا الامتياز وفقدوا وظائفهم، مع عدم وجود وسيلة لدفع الإيجار أو الرهن العقاري ولا وسيلة لإطعام أسرهم، أصبح الجوع موضوعًا رئيسيًا في عام 2020، مما يطرح تحديات حتى في البلدان التي لديها وسائل لتخفيفه، في الوقت نفسه، يكافح الآباء في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن إمكانياتهم لرعاية أطفالهم وتعليمهم في المنزل.
في الوقت ذاته، تابع العمال الأساسيون من عمال القطاع الطبي والأطباء وعمال توصيل الطلبات ومتاجر الأغذية مهمتهم، شهدنا لقطات لعمال القطاع الطبي وقد تركت الكمامات آثارا على وجوههم وعيونهم يظهر عليها الإرهاق، أحيانا غير قادرين على كبح دموعهم بينما الجديد رؤية المرضى يموتون عندما لا يسعهم إبقاءهم على قيد الحياة، وحفلت المساءات القرع على الأواني المنزلية وإصدار أصوات النشاز البشرية كأقل ما باليد حيلة، لدعم هؤلاء العاملين في حين لم يكن لدينا أي فكرة عما يجب فعله.
في بداية شهر آذار شعر معظمنا أن العالم بدأ بالانهيار، لكن فعليا العالم بدأ بالانهيار منذ فترة طويلة، حرائق الغابات الاسترالية المروعة كانت مستعرة لأشهر ولم يتم إخمادها حتى منتصف العام، و التقاليد السامة للظلم وعدم المساواة في أمريكا ليست سرا، أدت سلسلة من الأحداث المأساوية في النهاية إلى استيقاظ المزيد من الأشخاص البيض.
يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الوعي المتزايد بالعنصرية التي ابتليت بها بلادنا منذ تأسيسها يترجم إلى تغيير حقيقي، هذه مجرد واحدة من العديد من علامات الاستفهام التي تنتظرنا في عام 2021 وما بعده. بعد عام من التغييرات العديدة، هل سنتغير جذريًا أيضًا؟
تعلمنا الكثير خلال هذا العام، تمهلنا قليلا وتعلمنا ما يهم حقا، لعبنا ألعاب الطاولة، وأجرينا محادثات فعلية مع أطفالنا واستمعنا لهم، حين منعنا من الخروج عدا لممارسة الرياضة، أصبح المشي تحت أشعة الشمس ما تمسكنا به. عندما أعيد فتح المتاحف أخيرا تمكنا من إعادة تعريف أنفسنا باللوحات التي نحبها، والأشياء الذهبية التي وضعت في مقابر الملوك منذ 300 عام، والأواني التي استخدمها أسلافنا للقيام بمهام بسيطة كنقل الماء، قد تكون حياتنا صعبة هذا الأسبوع، هذا الشهر، هذا العام ولكن النظر إلى ما فعله الآخرون خلال فترات الشدة، وإن أثر الحيوية والجمال الذي تركوه ورائهم، يكفي لجعلنا نبكي.
رغم ذلك، فإن القليل جدًا مما شاهدناه ساعدنا في فهم هذه اللحظة. نشعر بالملل، نحن قلقون، مرهقون أو أسوأ من ذلك، عاطلون عن العمل، كان لدينا الكثير من الوقت للتعرف على أنفسنا بشكل أفضل، مما يتركنا في كثير من الأحيان في حيرة أكبر وأقل ثقة في حكمنا. لقد استنزفنا. هذا ليس الوقت المناسب لنصعب على أنفسنا لأننا لا نعرف بالضبط ما نريده، باستثناء الاستمرار في البقاء بصحة جيدة وعلى قيد الحياة، وفعل ما في وسعنا للتأكد من أن الأمر نفسه ينطبق على جيراننا وأحبائنا.
الأمريكيون متفائلون بطبيعتهم. هذا هو السبب في أن حلفاءنا يحبوننا، حتى لو كانوا يسخرون منا سرًا وراء ظهورنا – لكننا لا نهتم!. لا يمكن أن يكون الصباح دائما في أمريكا، أحيانا علينا اجتياز أحلى الأوقات قبل الشروق بقليل.
رابط المقال الأصلي ؛
https://time.com/5917394/2020-in-review/
ترجمة: بيان آغا