سلطت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية الضوء على الحرب في سوريا, وقالت “إن الأمم المتحدة فشلت في وقفها أو إيجاد حل للصراع في البلاد”.
وأضافت المجلة “إن الحرب المستعرة في سوريا أسفرت عن مقتل نحو نصف مليون إنسان، وأدت إلى تشريد أكثر من ستة ملايين داخل سوريا ونحو خمسة ملايين إلى خارج البلاد، الأمر الذي يشير إلى مدى أهمية حماية المدنيين أثناء الحروب”.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى “ميثاق جنيف لعام 1864 الذي يشكل الآن جزءا كبيرا من القانون الإنساني الدولي للمنظمة الأممية، والذي يتيح للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى التي تعمل بنزاهة وحياد لمساعدة المحتاجين، لكن مهمة تجنيب المدنيين للصراعات تعتمد أيضا على مدى احترام الحكومات لهذه القواعد والمبادئ”.
ولفتت المجلة إلى أن حكومة نظام بشار الأسد , تجاهلت منذ ست سنوات وحتى الآن هذه المعايير الدولية، وذلك عندما قابلت الانتفاضة السلمية بالعنف والقمع، وأشارت إلى أن قوات الأسد تستهدف بالقصف المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وأشارت إلى أن قوات الأسد استهدفت أيضا بالقصف المؤسسات المدنية مثل المدارس والمستشفيات والبنى التحتية للقطاعات الصحية، بل إنها استهدفت كذلك الأطباء وعمال الإغاثة.
وأضافت المجلة “إن قوات النظام , استخدمت إستراتيجية الحصار والتجويع ضد المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرتها، وأنها استهدفتهم بالقصف عن طريق الأسلحة الكيميائية والقنابل العنقودية والصواريخ والبراميل المتفجرة، وكذلك عن طريق القناصة والألغام الأرضية والأسلحة الحارقة والسجن والتعذيب”.
وقالت “إن نظام الأسد قام بانتهاك معظم القواعد الأساسية للحرب في تحدٍ واضح من جانبه للأمم المتحدة، التي بدورها تتعاون معه بذريعة أنه لا يمكن لها الوصول لإغاثة أكبر عدد من المدنيين دون التعاون مع الحكومة السورية”.
وانتقدت المجلة في الوقت ذاته , بعض مواقف الأمم المتحدة في الأزمة السورية التي من بينها تقديم بعض المنظمات التابعة لها مبالغ مالية لمؤسسات أعمال سورية بدعوى أنها غير حكومية، لكنها في الحقيقة مملوكة لمسؤولين سوريين أسماؤهم مدرجة على لوائح العقوبات التابعة إلى الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
وأضافت “إن منظمة الصحة العالمية قامت بتأمين مبالغ مالية على شكل إعانة بملايين الدولارات لصالح وزارة الدفاع السورية، وذلك عن طريق بنك الدم الوطني السوري الذي تسيطر عليه في الأصل وزارة الدفاع”.
وأشارت المجلة إلى أنه “يمكن القول إن منظمة الصحة العالمية قامت بتمويل وزارة الدفاع السورية بشكل كبير، وهي الوزارة المسؤولة عن قصف المستشفيات وبنوك الدم في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة”.
مركز حلب الاعلامي