في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر أيار عام 2012 ارتكبت عناصر النظام والامن مجزرة مروعة بحق المدنيين في مدينة الحولة شمالي غربي حمص.
هذا التاريخ لا ينساه أهالي مدينة الحولة ولا الشعب السوري أبداً، هذا اليوم الأسود الذي عاشه السوريون في ذلك الوقت، بعد ارتكاب النظام للمجزرة البشعة بحق أهالي مدينة الحولة.
حيث كان أهالي الحولة على موعد مع تلك المجزرة الذي ذُبح فيها 49 طفلاً أعمارهم دون العاشرة، جُزت أعناقهم الغضة بسكاكين قذرة، و33 امرأة ومثلهم من الرجال قتلوا بالطريقة نفسها، إضافة إلى قصف المدينة بمئات الصواريخ والقذائف من أكثر من 10 حواجز لقوات الأسد تقع على التلال القريبة من القرى الموالية المحيطة بالمنطقة، في لحظات لا يمكن وصفها إلا أنها كانت كأهوال يوم القيامة.
رغم أن المجزرة طالت أهالي الحولة فقط لكنها هزت السوريين جميعا والعالم حينها، لما أظهرته المقاطع المصورة لأثار المجزرة وجثث الأطفال والنساء والرجال من مشاهد فظيعة فاقت الوصف، كما أظهرت مدى همجية عناصر النظام والأمن وحقدهم ووحشيتهم في إطفاء وإخفات صوت الثورة عبر القتل والاعتقال والقصف والتدمير.
ولاقت المجزرة حينها ردود فعل كبيرة بين السورين والعالم والتي عبرت عن الحزن والقهر الكبيرين من هولة الكارثة التي حلت على أهالي مدينة الحولة، وخاصة مع الطريقة التي اتبعها عناصر النظام في القتل وهي الذبح بالسكاكين للأطفال والنساء والرجال دون إنسانية.
كما لاقت المجزرة استنكاراً دولياً وطردت كل من “الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، النمسا، سويسرا، هولندا، بلجيكا، بولندا، النرويج، البرتغال، تركيا، أستراليا، نيوزيلندا، اليابان) السفراء السوريين من أراضيها، من دون أي تحرك جدي على الأرض لمحاسبة القاتل، حيث أكدت فيما بعد لجان تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن نظام بشار الأسد وشبيحته هم المسؤولون عن المجزرة.
هذه المجزرة لا ينساها سكان الحولة ولا الشعب السوري ولا ينسى غيرها من المجازر التي حصلت قبلها وبعدها، والتي استخدم بها نظام الأسد مختلف الأدوات الإجرامية كما استخدم السلاح الكيميائي عدة مرات وخلف مئات الألاف من الضحايا، وإلى يومنا هذا نظام الأسد مستمر بارتكاب المجازر دون محاسبة وحتى بدعم عدة دول منها روسيا الدولة العظمى التي شاركته في قتل وذبح وتشريد وتدمير سوريا وتهجير أبنائها.
إبراهيم الإسماعيل – المركز الصحفي السوري