طمست يد الموت من جديد وجها من وجوه الارتزاق والتسلق على الثورة السورية، ممثلة بواحد من قيادات مليشيات “المصالحات” التي شكلها النظام ممن كانوا يدعون يوما أنهم حملوا البندقية للدفاع عن الشعب بوجه الإجرام.
فقد سقط “عاصم عبده الفهاد” صريعا على جبهات حلب، التي قدم إليها من قريته على بعد مئات الكيلومترات، من أجل أن يشارك الروس والإيرانيين وتابعهم الأسد، في إعادة احتلال ما تبقى من الريف الحلبي.
ويتحدر “الفهاد” من مدينة زاكية التي قدمت عشرات الشهداء في معارك مقارعة النظام، قبل أن يستولي المرتزقة على بندقيتها وقرراها، ويبيعونهما بثمن بخس للنظام، وكأن دمارا أو قتلا أو تعذيبا أو تهجيرا من طرف هذا النظام لم يكن.
واختار “الفهاد” الالتحاق بإحدى المليشيات التابعة للفرقة الرابعة، ذراع ماهر الأسد، وذراع إيران العسكري الأقوى المغطى بقناع “سوري”.
شارك “الفهاد” كتفا بكتف إلى جانب النظام في العديد من معاركه، ومنها إحدى الهجمات على جبل الأكراد صيف 2019، حيث خسر مجموعة كاملة من المرتزقة المنضوين تحت قيادته قوامها 8 مرتزقة من شاكلته (عناصر تسويات).
واستخدم النظام “الفهاد” كمخلب لترهيب أهل “زاكية”، والتنكيل بمن ما زال مصرا على درب الحرية والثورة ضد النظام، حيث تشهد هذه المدينة بين فترة وأخرى تحركات تثبت رفضها للنظام وأذنابه.
اللافت أن النظام احتضن عاصم الفهاد وأسند له كثيرا من المهام، غير عابئ باعتراضات الموالين على مشاركته بالأعمال “الإرهابية”، ومن أبرزها الهجوم على مقر قناة “الإخبارية” التابعة للنظام أواخر شهر حزيران من 2012، وهو الهجوم الذي شهد مصرع 7 من موظفي القناة وحراس مقرها، وألحق دمارا كبيرا بمقرها نجم عن تفجيره، بعد نهب محتوياته من التجهيزات غالية الثمن.
وقد ورد اسم “عاصم الفهاد” كواحد من أهم المشاركين في هذه العملية، ومع ذلك فإن النظام لم يحاسبه ولم يلاحقه على هذا الأمر، ما يعزز الاعتقاد بأن الهجوم كان من ضمن العلميات التي نفذتها مخابرات النظام عبر عملاء اندسوا في صفوف الثورة، لتصويرها على أنها قامت للنهب والقتل والتدمير، ليس إلا.
نقلا عن ” زمان الوصل “