بغداد ـ «القدس العربي»: تنتهي فجر اليوم مهلة الـسبعة أيام التي منحها المحتجون في محافظة ذي قار، والتي سرعان ما انضمت إليها العاصمة العراقية بغداد ومحافظات الوسط والجنوب الأخرى، لتشكيل حكومة جديدة.
وقبل ساعات من انتهاء المهلة، بدأ المحتجون بخطواتهم التصعيدية التي حذّروا الحكومة «المستقيلة» بزعامة عبد المهدي، وأحزاب السلطة، من انتهاجها بسبب «التسويف» في تنفيذ مطالب المتظاهرين المتمثلة باختيار رئيس وزراء «مؤقت» يتولى تشكيل حكومة انتقالية تتولى مهمة الكشف عن «قتلة» المتظاهرين، والإعداد لانتخابات مبكّرة.
الإجراءات التصعيدية شملت جميع مدن الوسط والجنوب العراقي، لكن أشدّها كانت في العاصمة بغداد ومدينة النجف المقدّسة لدى الشيعة.
الصدر يدعو لعدم زج «الحشد الشعبي» في مواجهة الحراك
وصباح أمس الأحد، تجمّع مئات المحتجين في ساحة الطيران القريبة من ساحة التحرير من جهة الشرق، والمطلّة على الطريق السريع الحيوي (محمد القاسم)، وأقدموا على غلقه باستخدام الإطارات المحترقة.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر متطابقة (صحافية وشهود)، أن المتظاهرين قطعوا جميع الطرق المؤدية إلى تقاطع قرطبة وساحة الطيران وسط بغداد، الأمر الذي أدى إلى زحام مروري خانق.
ووفق المصادر، فإن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الغاضبين، الأمر الذي أدى إلى إصابة 14 شخصاً بالاختناق.
وعلى ضوء تلك الأحداث، أصدر «شباب انتفاضة تشرين» بياناً صحافياً جاء فيه: «تخلت القيادات السياسية الفاسدة عن مسؤولية دم شباب انتفاضة تشرين، ولم تكف عن إلصاق مختلف التهم الباطلة بحقهم، وحملت المسؤولية لطرف ثالث، ولم نر أي تقرير يدين أي جهة محددة في تنفيذ حفلة الإعدامات التي بدأت في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 وصولاً إلى يومنا الحالي مع حملات التغييب والاختطاف».
وأضاف البيان: «مع إصرار الشباب وهم بالتأكيد أبناؤكم، أقاربكم، جيرانكم، أبناء بلدكم، على مواصلة نضالهم من أجل تحقيق التغيير المطلوب نرى أنكم مسؤولون أيضاً كما الآخرون، في تصفيتهم فيما لو استمر بقاؤكم صامتين»، مشيراً إلى أن «خلاف ذلك ننتظر من القيادات الأمنية بمختلف الصنوف والرتب موقفاً واضحاً للحد من حالات القتل والخطف والتغييب».
وختم البيان: «إلى أبناء جيشنا الغيور وشرطتنا البسلاء ننتظر وقوفكم إلى جانبنا لتأمين ساحات التظاهر وحماية المتظاهرين».
إلى ذلك، عاد التصعيد في محافظة النجف (161 كم جنوب غرب بغداد)، إذ قطع المحتجون، بواسطة الإطارات المحترقة الشارع الجنوبي لطريق المطار، بالإضافة إلى طريق الكوفة – النجف، وطريق الكوفة – كربلاء، وشارع مجسر الصدرين وشارع الجنسية.
المتظاهرون في النجف لم يكتفوا بتلك الخطوات للتعبير عن التصعيد، بل أقدموا أيضاً على حرق مقر «حركة الوفاء» في الكوفة التابعة للنائب عدنان الزرفي، محافظ النجف السابق.
كما قامت مجموعة أخرى بحرق صورة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، في مدينة النجف، حسب مقطع فيديو، فضلاً عن إضرام النار في مقر تابع لـ«كتائب حزب الله العراقية» ليلة السبت.
وفي محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، نظم طلبة كليات باب الزبير تظاهرة صباح أمس داخل الحرم الجامعي، مؤكدين استمرارهم في الاعتصام والإضراب عن الدوام لحين الاستجابة لمطالب المتظاهرين، رافعين شعار «نحن بدأنا الثورة وبيدنا قرار إنهائها».
إلى ذلك، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الأحد، عن احترامه لقرار التصعيد الذي اتخذه «الثوار»، فيما دعا إلى الإسراع في اختيار مرشح غير جدلي وتقديمه لرئيس الجمهورية لتكليفه بتشكيل الحكومة.
وقال في تغريدة عبر حسابه في موقع «تويتر»، «أحترم قرار التصعيد الذي اتخذه الثوار وأتمنى أن يلتزموا السلمية وعدم الأضرار بأمن الشعب وتعريض البلاد لحرب أهلية طاحنة».
وقال إنه يحترم «قرار الحكومة – إن وجدت – في التصدي للمخربين وأعمال الشغب، لكن يجب التمييز بين السلميين والمخربين»، مشيرا إلى «عدم زج الحشد الشعبي في التصدي للمحتجين».
كما شدد على الإسراع في اختيار مرشح غير جدلي وتقديمه إلى رئيس الجمهورية ليتم تكليفه بتشكيل الحكومة، مختتما تغريدته بـ «كفاكم أيها السياسيون مماطلة وكفاكم صراعا من أجل المغانم فشعبكم وعراقكم في خطر».
نقلا عن القدس العربي