قالت وكالة “سانا” الرسمية أن النظام أوقف عملياته العسكرية لـ 48 ساعة في درعا دعماً لما وصفتها بـ “جهود المصالحة الوطنية” يأتي هذا الإعلان تزامناً مع تكبد قوات النظام خسائر فادحة منذ أن شن بداية الشهر الحالي حملة عسكرية على المعارضة العسكرية فيها.
كثير من تفاصيل توقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والمجموعات المسلحة، تستعصي على الأهم منها بحسب ما تقوله المعارضة ليظهر السؤال المطروح بحد ذاته للجميع، كيف يستقيم جمع ما يسميهم النظام بـ (العصابات الإرهابية) تحت سقف المصالحة الوطنية، كون الإرهاب واحد وجزء لا يتجزأ؟.
بالرغم من أن درعا تقع ضمن اتفاق مناطق “خفض التوتر” إلا أن قوات النظام هي من بدأت تلك العمليات وأعلنتها من جانب واحد، ذاك ما يؤكد رغبة النظام بتوقف العمليات رغبة منه بالتستر على خسائره والتفرغ لتضميد جراحه، ففشله في اقتحام الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة واستعادة ما خسره في حيّ المنشية الاستراتيجي.
في سياق عسكري آخر مازالت البادية السورية الأكثر سخونة وتعقيداً في سباق السيطرة على تركة “تنظيم الدولة” ففي حمص سيطرت قوات النظام على (بئر حفنه وسد آرك وسلسلة جبال آل تدمر الشمالية) عداك عن التحول نحو البوابة الأهم لمدينه دير الزور حيث تشهد مناطق النظام حصاراً يفرضه مسلحو التنظيم كما وتحاول قوات النظام أيضاً التقدم نحو “السخنة” آخر معاقل تنظيم الدولة.
أما عن معادلة الصراع في تلك المنطقة فقد فرضت نفسها لحساب قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام بعد خسارة التنظيم في ريف الرقة الغربي كامل مناطق سيطرته
سؤال يطرح بقوة وسط تلك الصراعات، ماهي الأسباب الحقيقية وراء إعلان النظام هدنة قصيرة في درعا؟
ربما أولاها صعوبة استرداد “درعا” هذا المكان الذي يشتعل مع مناطق أخرى في سوريا، ولا ننسى السبب الهام ألا وهو قطع خطوط الاتصالات مع الأردن وحماية “دمشق ” العاصمة السورية، مع استكمال الانتشار على حدود الجولان المحتل.
ماذا بعد تلك الهدنة القصيرة، وما هو السيناريو الذي ينتظر درعا بعد يومين من وقف العمليات فقط؟.
لعل مزيداً من العنف والدمار كما حدث مسبقاً مع مدينة حلب الشهيدة، حيث أثبتت القرائن بأن مهما دارت في المنطقة من معارك عنيفة ومهمة كان الدمار والتهجير جزء أساسي ولرفع العنف لا بد من طريقة وحيدة تجبر المعارضة أو المنظمات الموجودة في تلك المنطقة.. إلى طاولة الحوار من جديد
مع أماكن هامة كالسخنة والتنف قرب دير الزور يحتم الوضع مزيداً من اللوجستية ويحتم تواجد كبير للعناصر البشرية والعسكرية لحسم الصراع المشتعل.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد