أعلن رئيس الحكومة الايطالية جوزيبي كونتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة تأييدهما اقامة مراكز أوروبية في دول انطلاق المهاجرين باتجاه القارة التي تهزّها أزمة الهجرة وتقسّم حكوماتها وقد تؤدي الى سقوط المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل التي عبّر ماكرون عن دعمه لها.
وصرّح كونتي في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون “يجب ان نقيم مراكز أوروبية في دول انطلاق” المهاجرين قبل أن يشرعوا في عبور البحر المتوسط.
وقال “حان الوقت لطي الصفحة” في مسألة الهجرة داعيا الى اقامة “مراكز أوروبية في دول الانطلاق لتسريع عمليات طلب اللجوء”، مضيفا “يجب منع رحلات الموت”.
وعبّر ماكرون من جهته عن رغبته في أن تقوم بهذه “المهام وكالاتنا المكلفة قضايا اللجوء (…) في الجانب الآخر من ضفة” المتوسط. وقال “الردّ الصحيح يكون أوروبيا لكن الردّ الاوروبي الحالي ليس مناسبا والتضامن الاوروبي الحالي، خصوصا في السنوات الأخيرة مع ايطاليا، لم يكن” موجودا.
الرئيس الفرنسي الذي وجه مؤخرا انتقادا قاسيا الى روما منددا بـ”سلوك معيب وغير مسؤول من قبل الحكومة الايطالية” بعد رفضها استقبال “أكواريوس”، شدد على ضرورة “اعادة صياغة النظام الذي يسمّى دبلن”.
ويفرض نظام دبلن على الدولة التي يتسجل فيها طالب لجوء للمرة الاولى ان تتابعه حتى النهاية ما يؤدي الى تحمل دول الدخول في جنوب القارة العبء الاكبر من ضغوط المهاجرين.
وتابع “النظام الحالي لا يعمل، أنظمة التضامن عبر حصص (المهاجرين) لا تسمح بأن يكون هناك نتائج مرضية”.
ومن واشنطن، كرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجمعة دعمه كونتي الذي التقاه للمرة الاولى خلال قمة مجموعة السبع الاسبوع الماضي، مشيدا بسياسته “المتشددة جدا ازاء الهجرة”.
وقال ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز في حدائق البيت الابيض “ان الرئيس الجديد للحكومة الايطالية رائع. سنحت لي فرصة لقائه وهو متشدد جدا بشأن الهجرة مثلي. يبدو ان الرابحين اليوم هم الذين يتشددون بشأن الهجرة”.
– مستقبل ميركل على المحكّ –
في ألمانيا، قد تؤدي الأزمة السياسية التي تمرّ بها الحكومة إلى سقوط ميركل ابتداء من الإثنين في حال تخلى عنها حلفاؤها.
وعبّر ماكرون الجمعة عن دعمه لميركل فقال “ايطاليا لديها رئيس حكومة، فرنسا لديها رئيس دولة، وألمانيا لديها أيضا رئيسة حكومة. اذا اتفقت الدول على قرار ما، يعني أن هذا يحدث على هذا المستوى لأنهم مسؤولون أمام شعوبهم وبرلماناتهم”.
ويريد وزير الداخلية هورست سيهوفر، زعيم الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري المكوّن الاساسي في الائتلاف الحكومي الهشّ، ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى المانيا حتى وإن كانوا مسجلين في بلد آخر في الاتحاد الأوروبي.
وترفض ميركل هذا الإجراء الأحادي وتدعو للتوصل الى حلّ على المستوى الأوروبي.
ومن المتوقع أن يتخذ الاتحاد المسيحي الاجتماعي الاثنين قرارا بشأن ما اذا كان الوزير سيفرض هذا الاجراء عبر مرسوم، ما قد يؤدي الى إقالته وحتى سقوط حكومة ميركل، التي تحكم ألمانيا منذ 2005 وتدفع سياسيا ثمن قرارها استقبال أكثر من مليون مهاجر عام 2015.
وقد وجهت انتقادات كثيرة الى هذا القرار الذي سمح لليمين المتطرف بتحقيق تقدم وعزز عدائية جزء من الشعب الألماني تجاه المهاجرين.
وأظهر استطلاع للرأي نُشر الجمعة أن قرابة 90% من الألمان يريدون تسريع عملية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
– انقسام في الاتحاد الاوروبي –
تريد دول عديدة تعزيز حماية أوروبا الخارجية. فقد قال وزير داخلية ايطاليا ماتيو سالفيني “تشاركت مع الألمان والنمسويين فكرة جوهرية هي الدفاع بالرجال والمال عن الحدود الخارجية، أي البحر المتوسط”.
وقد أعلن المستشار النمسوي سيباستيان كورتز ووزير الداخلية الألماني ونظيره الايطالي عزمهم على تشكيل “محور” ثلاثي للتصدي للهجرة غير الشرعية.
وما يزيد الانقسام الاوروبي، معارضة دول مجموعة فيجغراد، اي المجر وسلوفاكيا وبولندا وجمهورية تشيكيا، لاي فكرة حصص تقسيم المهاجرين بين الدول الاوروبية.
المصدر : فرانس برس