” كلو حشيش “، وسم شغل مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، عبر به الناشطون عن سخريتهم واستيائهم من تصريحات نقلها أحد الأشخاص عن لسان حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة من خلال تسجيل فيديو له بث على إحدى قنوات النظام.
حيث صرح أن ميالة لايهمه واقع المواطن السوري المعيشي في ظل الارتفاع الشاهق لسعر صرف الدولار والذي وصل ل530 ليرة للدولار الواحد منذ أيام قبل أن يتدخل المصرف وينقذ الليرة السورية من الوقوع في الهاوية، لتكون جملته ” مافي مشكلة إذا المواطن أكل حشيش”، كالصفعة على وجه مؤيدي النظام قبل معارضيه.
وكعادة مسؤولي النظام لايخطئون أبدا فهم ملائكة مكرثون لخدمة الشعب والدفاع عن حقوقه وتأمين متطلباته رغم الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سوريا والمؤامرة الكونية المحاكة ضدهم للنيل من هويتهم القومية وتفانيهم في سبيل الوطن بحسب مايزعمون في لقاءاتهم وخطاباتهم التي لاثمر ولاتفيد المواطن بشيء، بل هي مجرد وعود لإعطاء الشعب جرعة من الأمل والتفاؤل إلا أن الواقع لايمت لها بصلة.
وبعد أن بات ميالة بتصريحه موضع سخرية واستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أصدر المصرف المركزي بيانا ينفي فيه ماتم تناقله، وأن ميالة غير مسؤول عما يصرح عن لسانه، والفيديو الذي بث قديم وتم نشره عن سوء نية من قبل المضاربين للضغط على سعر الصرف.
وعقب بيان النفي انهالت التعليقات الساخرة من المواطنين وكان أحدها :” عأساس ميالة كتير فارقة معو إن أكلنا حشيش أو أكلنا لحمة؟، شوع بالو هوي بس شغلتو يصرح ويقول الدولارات تحت السيطرة”.
ويعلق آخر :” أنا بستغرب أديش واسطتو تقيلة ماحدا عم يقدر يحاكيه أو يحملو مسؤولية انهيار العملة، بالعكس عم يدعموه ويشجعوه ليش بس، مو رايحة غير عالشعب المسكين”.
وقامت إحدى صفحات الساحل الموالية للنظام بنشر خبر أن رامي مخلوف يتعهد بضخ 100 مليار ليرة سورية للبنك المركزي خلال هذا الشهر ليعود الدولار كما كان ب50 ليرة سورية، فسواء كان الخبر صحيحا أم عكس ذلك، فإنه يدل على تخبط الموالين للنظام ودخولهم في حالة سبات وكأنهم يعيشون أحلاما وردية في واقع مناف لها.
” لغينا اللحمة والفروج والفواكه والحلويات كلها من قائمة المشتريات، ولادي نسوا شو يعني فواكه الي كانت ماتنقطع من عنا، يادوب عم نقدر نشتري خبز والشي الضروري العيشة كتير صعبة”، كلمات عبرت بها أم يزن عن حسرتها لما آل به حالها وعائلتها نظرا لموجة الغلاء التي تجتاح الأسواق السورية لمختلف المنتجات، لتتساءل في نفسها “أين الحكومة من ذلك؟”.
واقع مرير تفرضه حياة الحرب على السوريين، ليكونوا الضحية في ظل نظام لايأبه سوا لتلميع صورته، فجميع قرارات مسؤوليه مجرد كلام على ورق، وماهي إلا استهتار بحياة المواطن، غير مكترثين إن أكل حشيشا أو غير ذلك، فأين هي كرامة السوريين التي يدعون أنهم يدافعون عنها؟.
سماح خالد ـ المركز الصحفي السوري