مدى، وراما، سارة وكثير من الفتيات، ظهرن في تقرير مصور على شاشات التلفزة التابعة للنظام، وفي مواقع التواصل الاجتماعي في الأول من الشهر الجاري بمناسبة فعالية خاصة بالطفل ” ماراثون القراءة للأطفال “، أقيم بالتعاون بين مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية ودائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية الروم الأرثوذكس.
خدودهم الوردية، وضحكاتهم العالية، وثقتهم بكلماتهم، أول ما تلاحظه على تلك الأطفال فبعد الانتهاء من امتحانات الفصل الدراسي الأول يقضي أطفال اللاذقية عطلتهم بقراءة القصص والروايات والألغاز العالمية ليتوسع أفقهم، “هند المعطي” إحدى منظمات الحفل تقول :” تم اختيار الكتب حسب عمر الأطفال المرشحين للحضور فقد حضر حوالي 185 طفلا تتراوح أعمارهم من 9 سنوات حتى عمر 15 سنة لمدة ثلاثة أيام”.
في غرب سوريا ماراثون أطفال اللاذقية، وفي شمال سوريا وتحديداً في ريف حلب ماراثون من نوع اخر، ” وهو استهداف المدراس ” فقد قام النظام السوري بالتنسيق مع الطيران الروسي بقصف ثلاثة مدارس في مدينة “حيان” يوم 12من الشهر الجاري، ما أوقع 10 شهداء من الأطفال، كما قام باستهداف مدارس بصواريخ فراغية بقرى “عنجارة”، مما أدى لارتكاب مجزرة بحق طلاب أحد المدارس حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال حسب ناشطين 32 طفلاً مع معلمتهم، ليرتفع عدد الاطفال في هذا الشهر لـ100 طفل في جميع مناطق سوريا منذ بداية عام 2016 .
أطفال ريف حلب لم يتح لهم ما أتيح لأطفال اللاذقية من فعاليات ومكافآت مادية بالإضافة للغذاء والهدايا والكثير من الكتب، الشيء المشترك بين الأطفال دموع أمهاتهم المتساقطة من عيونهن، فأمهات اللاذقية فرحا وفخراً بأطفالهن، أما دموع أمهات ريف حلب حرقة وحسرة على إرسال أطفالهن إلى المدارس.
تنديد الائتلاف الوطني المعارض لقصف الطيران الروسي للمدارس لم يكن كافيا، لتنفي روسيا كما نقلته قصف المدارس في ريف حلب، من خلال تصريح رئيس الأركان الروسي حيث قال :”إن الطيران أغار منذ بداية السنة على 1097 هدفا “إرهابيا” في محافظات حلب وإدلب وحماة وريف اللاذقية وحمص ” .
لم يكن أطفال جنوب سوريا أوفر حظاً من شمالها، حيث قضى العديد من أطفال مضايا المحاصرة جوعاً جراء حصار قوات النظام وحلفائها من حزب الله، حيث أن المساعدات التي وصفها رئيس المجلس المحلي “ياسر المالح “بـ “مسرحية هزلية” ، كونها لا تحتوي مادة الطحين الكافي لجميع السكان، بل كانت تحوي القرطاسية المدرسية التي لا يحتاجها أطفال مضايا بعد حصار طويل .
أطفال سوريا أينما كانوا لا ذنب لهم بما يحصل، فالنظام وروسيا والمجتمع الدولي وحدهم المسؤولين عما يعانيه الأطفال من قتل وجوع، فمن حق الأطفال علينا وقف الحرب وتأمين بيئة مناسبة ليعيشوا حياة كريمة كما تفعل الدول المتقدمة في العالم.
المركز الصحفي السوري ـ أماني العلي