بناءً على “إستدعاء” الرئيس الروسي لهما، وعلى جناح السرعة، فإن المفترض أن يكون هناك إجتماع ثلاثي اليوم يضم قيصر روسيا الجديد فلاديمير بوتين وكلاً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومندوبه إلى الأزمة السورية ستيفان ديميستورا وبالطبع فإن ما ستتم مناقشته هو الأوضاع السورية التي كلما وعد “الطباخون” بإقتراب حلها تزداد تعقيداً وتزداد عنفاً ودموية ومأساوية .
غير معروف لماذا دعا بوتين إلى هذا اللقاء الثلاثي وفي هذا الوقت بالذات وبينما كان وَضَعَ الجيوش الروسية في حالة الإستنفار القصوى كمناورة هدفها إختبار مدى “جهوزية” هذه الجيوش ومدى إستعدادها لأي طارىء… ثم وهل أنَّ لهذا الإجتماع علاقة بالإجتماع الثلاثي الأخير في طهران الذي ضم وزراء دفاع كل من روسيا وإيران وسوريا والذي لم يكشف النقاب عما إذا كان من أجل الإتفاق على “الفراق” أم أنه لإعادة النظر بخطط مواجهة المعارضة السورية التي كلما تحدث “الناعقون” كغربان الشؤم عن أنها دخلت دائرة “النهاية” لا تلبث أن تنتفض كطائر الفنيق وتنهض من بين ألسنة النيران وفقا للإسطورة اليونانية .
كان فلاديمير بوتين قد قال، وبدون أن يرَّف له جفن، إن الأسلحة الروسية قد أثبتت “فعاليتها” في سوريا والمقصود في قتل الشعب السوري وتدمير المدن والقرى السورية وبالطبع فإن كل هذا التباهي والتفاخر بهذه الأسلحة هو من قبيل “إغراء” المستهلكين الذين يريدون تصفية حساباتهم مع شعوبهم وعلى غرار ما بقي يفعله بشار الأسد من خلال الخمسة أعوام الماضية وما كان فعله أبوه على مدى سنوات حكمه الطويلة .
حتى الآن لم يستطع ديميستورا أن يفعل شيئاً وهو لم يحقق ولو خطوة قصيرة واحدة على طريق طويل فالتدخل العسكري الروسي، الذي ظن البعض أنه سيكون سريعاً وخاطفاً لكن ها هو يقترب من نهاية شهره التاسع، أعطى بشار الأسد، الذي كان على وشك رفع يديه والإستسلام، قوة دَفْع جعلته يعلن في جلسة ل “برلمانه” الأخيرة رفْضه لكل ما جرى الإتفاق عليه، دولِّياً وعربياً.. وسورياًّ، لحل الأزمة السورية والتمسك بوجهة النظر التي كان طرحها قبل “جنيف1” وما تبعه وما ترتب عليه من خطوات مفترضة أهمها المرحلة الإنتقالية المعروفة .
والمقصود هنا هو أن التدخل العسكري الروسي، الذي “تفاخر” بوتين بأنه أثبت “فعالية” الأسلحة الروسية، قد زاد الأزمة السورية تعقيداً ومأساوية وبخاصة وأن الأميركيين بقوا يتراجعون خطوة بعد خطوة عن كل مواقف البدايات السابقة وأن الأوروبيين قد أخْرجوا أنفسهم من كل هذه “اللعبة” بعدما دُفِعَ “داعش” لإدماء أنوفهم بالعمليات الإرهابية في بروكسل باريس.
لكن ، وهذا يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار, لا بد من التذكير بأنَّ روسيا، التي غدت تواجه مشكلات كثيرة، من بينها الأزمة المالية الطاحنة، باتت غير قادرة على الإستمرار بهذه المواجهة الإستنزافية إلى النهاية وأن إيران قد إقتربت من إعلان الإفلاس … وبالطبع فإن هذا ينطبق على نظام بشار الأسد نفسه وعلى حزب الله وذلك في حين أن المعارضة التي حققت مؤخراً نجاحات فعلية في إعادة ترتيب صفوفها قد بادرت في الأيام الأخيرة إلى شن هجوم معاكس على جبهات القتال جميعها..
مما يجعل حتى المراقب العادي يتساءل عما يريده بوتين يا تُرى من إجتماع اليوم الخميس الغريب !!.
الرأي الأردنية