أثار انتباهي تعليقان ساخران إثر خسارة منتخب النظام السوري أمام منتخب موريتانيا أمس ببطولة كأس العرب وخروجه منها بالدموع ” وإنما يبكي على الكرة..”، إذ التعليق الأول يقول: ” يحتاج منتخب النظام للطيران الروسي وميليشيات إيران للفوز ببطولة عربية أو دولية “! والثاني يقول: ” بلد المليون شاعر(موريتانيا) يفوز على بلد المليون (برميل وشبيح) . ما الذي يدعو مثل هذه التعليقات السياسية للولوج لباب الرياضة؟!
حدثت ضجة وصخب إعلامي مزعج للحقيقة بعد الفوز اليتيم لمنتخب النظام السوري على منتخب تونس. تبعه حفاوة على تلفزيون النظام السوري بالمدرب الجديد تيتا! طمع الجهاز الإداري لمنتخب النظام بفوز جديد وبدأ يتفاءل بمباراة موريتانيا. ولكن ولم يقف الأمر هنا!.
تتصفح مواقع التواصل فتسمع من مشجعي المنتخب وصفحات فيسبوكية تدعمه أغنية رياضية منشورة لكنها قديمة ومعروفة عن منتخب سوريا القديم أيام بطولة آسيا” دقوا عالخشب يحبايب دقوا عالخشب”. هنا يخطر ببالك المثل الشعبي السوري ” عديم وقع بسلة تين”، فلكثرة الهزائم التي مني بها المنتخب والبطولات التي عقد عليها آمال الفوز وخاب الظن فيها دعاهم ذلك لهذا الحماس الذي ذابت حرارته بهدفين موريتانيين ليلة أمس أخرجت ” صيصان قاسيون” كما يسميه جمهور عريض من المعارضين للنظام من بطولة كأس العرب، بعد أيام قليلة من خروجه من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم بقطر 2022! هزيمة تلو هزيمة!
شاهدت ردود فعل الأهالي الغاضبة والساخرة بمناطق سيطرة النظام بعد نشر وزراتي الكهرباء والنفط بحكومة النظام عن تعاون وتنسيق لتوفير طاقة كهربائية لـ90 دقيقة لتشغيل بلازمات عريضة بساحات واسعة يحضر فيها مشجعون للمنتخب لمشاهدة مباراته. كان الدعوات على الحكومة والسخرية منها حاضرة، ومطالبتها بتوفير مثل هذه الساعتين من الكهرباء تقريبا للأهالي ألزم.
في الطرف الأهم، بدا لي أن منتخب النظام السوري هو رمز معنوي للنظام السوري ويشابهه في إنجازاته. كيف ذلك؟ انظر لجميع مبارياته وبطولاته كيف خسر فيها وفشل بتحقيق أي فوز. بل خرج من عدد من البطولات أكثر من أي وقت مضى بتاريخ الرياضة السورية، يشابه المنتخب هذا المليء بالشبيحة للأسف النظام السوري الذي تهاوى وفشل لوحده قبل التدخل الإيراني والروسي في مجريات الساحة العسكرية والسياسية في سوريا حتى عاد توازنه وأحكم السيطرة على ما خسره من مناطق ومدن بقبضة روسية وإيرانية.
لكن الرياضة لا تسمح للروس والإيرانيين بمساندة ومؤازرة منتخب البراميل السوري عبر معدات عسكرية أو رياضية حتى، وقد تعرى أداء المنتخب وظهرت عورته في البطولات وحلت لعنة بشار الأسد عليه.
مقال رأي محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع