بتنا نفهم أكثر ملامح التحركات الأمريكية في الشأن السوري في ضوء ما قرأناه في تقرير مؤسسة راند الذي نشرته في نهاية الشهر الماضي، وفي ضوء الكلام المتداول بشأن القاعدة الأمريكية في شمال شرق سوريا.
فقد بدأ التقرير كلامه عن الأصولية الإسلامية وأنها أصل المشكلة متناسيا النظام المجرم الذي صنع هذا التطرف، كما واعتبر التقرير الولايات المتحدة الأمريكية والغرب هم ضحايا الحرب وليس مئات آلاف القتلى والجرحى الذين سقطوا في وحل الظلم السوري!
في ضوء كل هذا اقترح التقرير إرسال مقاتلين أجانب لإنهاء الازمة! وبهذا فإن التواجد الأمريكي على الأرض سيحمي المناطق الكردية، بينما ستحمي إيران وروسيا مناطق سيطرة النظام، في المقابل ستحمي تركيا والأردن مناطق التحالف السني حسب وصفه. وسيعمل التحالف الدولي على نزع مناطق سيطرة داعش ليّخضعها من بعد ذلك تحت تصرف حكومة عمليات موحدة.
وحسب التقرير فإن روسيا أكدت على عدم قبولها بمغادرة الأسد، وقال إن الخبراء الأمريكيين العسكريين في شمال شرق سوريا سيعملون من أجل بناء قاعدة عسكرية، كما وكذّب الادعاءات الأمريكية التي تقول إن إدارة واشنطن تسيطر وتدير الأجواء السورية وقال إن دورها اقتصر على الدعم اللوجستي.
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر قالوا إنه جندي سوري قوله: “يعمل الأمريكان على تحضير معسكر أبو هاجر في ولاية الحسكة”، فالمشروع الذي يعمل فيه الخبراء الأمريكان يأتي في اجتماع الجهود المبذولة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني! كما وتدعم الوكالة خبرها هذا بآخر يقول إن روسيا حضّرت مطار القامشلي ليصبح جاهزا للاستخدام. وتشير هذه الأخبار وبشكل واضح إلى معنى وقيمة حقوق الإنسان عند هذه الدول!!!
ونحن نتمعن بالتحركات الأمريكية نرى وبكل وضوح الرؤية الأمريكية التي تتصور الأكراد كأداتها في اقتسام قطعة الكعكة الخاصة بهم في هذا الصراع، فهم لم يستطيع انتظار نتائج الانتخابات القادمة، فعجلوا إلى حصتهم يتهافتون غير آبهين بمشاكل السوريين ووحدتهم، فهم يريدون كيانا كرديا في سوريا كما هو الحال في العراق ويرسلون في هذا رسائل كثيرة منها الحذر والخطير، في المقابل تريد أنقرة أن يكون هذا الكيان صديقا لها كما هو الحال في إقليم شمال العراق.
ترك برس