صحيفة العرب
سوريا لاتحتاج في الوقت الراهن إلى خطط من نوع تلك التي طرحها دي ميستورا لحلب، معتبرا أن كلّ ما تحتاجه هو إلى وضوح في الرؤية من منطلق أن “النظام السوري” انتهى وذلك بغض النظر عن كلّ المساعدات التي تؤمّنها له كلّ من روسيا وإيران ومن يلوذ بهما، وأوضح الكاتب أن “النظام السوري” انتهى في اليوم الذي لم يجد فيه ما يواجه به المراهقين في درعا غير القمع، وانتهى في اليوم الذي ثارت درعا ودمشق وحمص وحماة وحلب ودير الزور وحتّى اللاذقية، مضيفا أن النظام انتهى عمليا في اليوم الذي لم يعد سرّا أنّه نظام طائفي ومذهبي أوّلا وأخيرا وأنّه لولا تدخّل “حزب الله” والميليشيات الشيعية العراقية لمصلحته بطلب إيراني مباشر، ومن منطلق مذهبي بحت، لكانت العاصمة تحرّرت من سطوته منذ فترة طويلة، ولفت الكاتب إلى أن الثورة السورية كشفت حقيقة كلّ الشعارات، من نوع “الممانعة” و”المقاومة” التي استخدمها النظام من أجل تبرير وجوده طوال ما يزيد على أربعة وأربعين عاما، مشيرا إلى أن كلّ شيء صار ظاهرا للعيان في سوريا، ولم يعد سوى سؤال واحد: من يريد إطالة عمر النظام الذي لا يمتلك ما يتحاور به مع شعبه غير البراميل المتفجّرة؟ ورأى الكاتب أن أي اطالة للمأساة السورية عبر الامتناع عن وضع خطة واضحة قابلة للتنفيذ تفضي إلى الانتهاء من النظام ومن على رأسه، هو أفضل خدمة للتطرّف والمتطرفين الذين سيزداد عديدهم بعد نجاح “النصرة” في إسقاط معسكر وادي الضيف، في وقت تولت مجموعات أخرى على رأسها “حركة أحرار الشام” أمر معسكر الحامدية، ملمحا إلى أنه كلّما تحققت انتصارات من هذا النوع، زاد عدد السوريين المنضمّين إلى التنظيمات المتطرفة، وانهى الكاتب مقاله متسائلا: هل جاء دي ميستورا إلى سوريا لتنفيذ هذا المخطط الذي لا تبدو الإدارة الأميركية بعيدة عنه؟ وبكلام آخر، هل جاء من أجل إطالة الحرب في سوريا، بما يكفل تفتيتها نهائيا؟ ولعلّ هذا أسوأ ما في الموضوع السوري هذه الأيّام.