وتُضيف الاختصاصية، أنّه بالنسبة إلى “مرضى الضغط والسكري والقلب، الذّين يسمح لهم الأطباء بالصوم، فإنّه يشكّل لهم فرصة كبيرة للتحكم بأمراضهم. فمريض السكّر قد يصل مستوى السكّر في الدم إلى الحدّ الطبيعي المطلوب خلال هذا الشهر الكريم. بالطبع في حال اتّبع نظاماً غذائياً خالياً من الحلويات، ومعتدلا بتناول الفاكهة، وغنياً بالخضار والألياف المعقّدة وبالسوائل، خصوصاً المياه”.
أمّا مرضى الضغط والقلب والشرايين، فيحصلون على فائدة كبيرة من خلال استعادة قدرتهم على تعديل ضغط الدم. وهذا ممكنٌ من خلال تقليل كمية المواد الغنية بالملح، كالمخللات والتشيبس والبزورات والملح المضاف إلى الطعام. وهذه الأمور قد يرفضها الصائم تلقائياً في رمضان لأنّها ستشعره بالعطش في اليوم التالي. إذا هي فرصة مهمة لتعويد الجسم على توقيف، أو التخفيف من هذه الأطعمة”.
والجهاز الهضمي يعيش احتفالاً في هذا الشهر من راحة وهدوء، وقلّة عمله خلال ساعات طويلة. وبالتالي فإنّ الذين يُعانون من أمراض معوية ومشاكل هضمية، كالقرحة وعسر الهضم، سيسمح لهم بالصوم، مع المواظبة على تناول الأدوية، بترييح جهازهم الهضمي، والاستفادة من نظام غذائي صحيّ ومريح.
وتشرح اختصاصيّة التغذية أنّه “من أبرز ما يجعل هذا الشهر مهماً لجميع هذه الحالات، هو التقليل من تناول الطعام. وبالتالي يجب الاكتفاء بوجبتين أساسيتين فقط هما السحور والإفطار. أمّا خلال الأشهر الباقية، فيكون نهار الإنسان الكامل قائماً على كثرة تناول الطعام، خصوصاً للذين يتناولون وجبات خفيفة (لقمشة) أو سناكات بين الوجبات. وبالتالي هذه الوجبات الإضافية بين الوجبات الرئيسية، على مدار الساعة وطوال النهار، تؤدّي إلى تعب الخلايا في مختلف أجهزة الجسم، كالبنكرياس والقلب والمعدة والأمعاء. وبالتالي يؤدّي إلى تلفها باكراً، والإصابة بأمراض مبكرة”.
ويأتي شهر رمضان ليريح الجسم. ففي حال تناول وجبتين فقط خلال النهار، والاكتفاء بالفاكهة أو الحلويات القليلة الدسم وأخذ قسط من الراحة، يحمي الجسم نفسه طوال الأشهر المقبلة. لذلك علينا الاستفادة القصوى من نظام هذا الشهر المبارك”.
العربي الجديد