يتبع تنظيم (الدولة) سياسة الكر والفر في هجومه الذي يشنه على مواقع قوات الأسد بين الفينة والاخرى في مناطق السخنة، والشاعر، وحجار شرق حمص، بالتزامن مع ذات الاستراتيجية شرق مدينة حماة ساعياً لتحقيق مكاسب مادية وجغرافية مختلف بين منطقة وثانية.
حيث تشهد منطقة السخنة شرق تدمر معارك كر وفر يهدف من خلالها التنظيم لقطع طريق قوات النظام المتجه نحو دير الزور شرقاً، كما تشهد منطقتا الشاعر، حجار الواصلة من ريف حمص الشرقي إلى ريف حماة الشرقي، بين وقت وآخر لهجوم مباغت من التنظيم عليها كون المنطقتين غنيتين بحقول الغاز ويهدف التنظيم السيطرة من خلال هذه المعارك السيطرة على آبار النفط.
ويعتمد التنظيم – وفق محللين عسكريين – على عنصر المفاجأة والمباغتة كما ينفذ عملياته العسكرية بتخطيط وبأسلوب تكتيكي يستنزف من خلال المعارك العنصر البشري لقوات الأسد، حيث يبدأ معركة تضليلية في السخنة بالتزامن مع شنه هجوم على منطقتي الشاعر وحجار.
ويؤكد ناشطون أن التنظيم كبد قوات الأسد خسائر بشرية ومادية كبيرة في الأيام الماضية تجاوزت الـ150 قتيلاً بينهم ضباط برتب رفيعة، وأسفرت المعارك شرق حمص عن إصابة العشرات أيضاً، دون أن يخسر التنظيم من مقاتليه بغارات طيران النظام الذي يستهدف المنطقة فور بدء الاشتباكات بسبب اعتماد التنظيم على أسلوب الكر والفر وعدم التمركز في مكان واحد.
كما أسر التنظيم خلال المعارك عدداً من عناصر قوات الأسد، ومهندسين وعمالاً في حقول الشاعر وحجار في المنطقة الممتدة من شرق حمص إلى شرق حماة ويحاول التنظيم التقدم منها باتجاه الغرب لتوسيع دائرة سيطرته.
هجوم التنظيم شرق حمص يدفع قوات الأسد إلى ارسال تعزيزات عسكرية مع كل معركة تخسر فيها عشرات العناصر من شبيحة الدفاع الوطني، وسط أنباء عن زج العقيد سهيل الحسن الملقب بـ”النمر” للحد من عمليات التنظيم المباغتة.
ويحاول النظام الحفاظ على سيطرته في منطقة الشاعر وحجار ليس فقط لأنها غنية بالنفط، بل لأنها تحتوي قاعدة جوية مهمة وهي مطار “التيفور” (T4) والذي تنطلق منه الطائرات لقصف ريف دمشق، ودير الزور، وحلب.
معارك الكر والفر التي ينتهجها التنظيم تستغرق يوماً واحد، وبأكثر الحالات تمتد لـ4 أيام ليسحب عناصره عند تصعيد القصف الجوي إلى الجبال المحيطة بمناطق الشاعر وحجار والسخنة، وبأن خسائر النظام المادية شرق حمص فاقت الـ10 دبابات، والعديد من الآليات المحملة برشاشات ثقيلة. وفق مصادر مطلعة.
محاولة التنظيم السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية، تدفع النظام للحفاظ عليها أيضاً، وبسبب معارك الكر والفر المتواصلة تضررت بعض محطات ضخ و تكرير النفط، والمعدات و التجهيزات المرافقة لها ويحاول الطرف الذي يسيطر عليها صيانتها و إعادة تجهيزها , لتبدأ المعارك من جديد، وتعد حقول الشاعر وحجار من أهم حقول الغاز في سوريا ويستفاد منها في ضخ المحروقات، وتوليد الكهرباء.
وعلى امتداد شرق حمص وحماة وسّع التنظيم معاركه، وأدخل القرى الواقعة شمال شرق مدينة سلمية في دائرة الاشتباكات، بعد شنهم هجوماً على قريتي الشيخ هلال، والسعن أدت لقطع طريق (خناصر) حلب حماة ليوم واحد، وتكبيد قوات الأسد أكثر من 70 قتيلاً وعشرات المصابين غص بهم مشفى سلمية الوطني، قبل أن ينسحب التنظيم مجدداً من قريتي الشيخ هلال والسعن في استراتيجيته في الكر والفر واستنزاف قوات الأسد.
هذه المعارك التي يشنها التنظيم تترافق مع شن الطيران الحربي غارات مكثفة على المناطق المأهولة في السكان في بادية تدمر، وشرق حماة المجاورة لمناطق الاشتباكات، أدت لاستشهاد عدد من المدنيين دون أن يتكبد التنظيم أية خسائر لأنه لا يتمركز في نقطة محددة ويتنقل بأرتاله العسكرية بشكل متواصل.
سراج برس