أصدرت الهيئة العليا للمفاوضات بيانا صحفيا بعنوان “وفد الهيئة العليا للمفاوضات يصل جنيف” وقالت الهيئة العليا في بيانها أن التجاوب الذي أبدته الهيئة يأتي على خلفية الضمانات والتعهدات الخطية التي تلقتها من العديد من القوى الدولية بتنفيذ المادتين 12 و 13 من قرار مجلس الأمن 2245 فيما يتعلق بتحسين الوضع الإنساني في سوريا عبر فك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين.
لا ندري ما هي نوعية الضمانات التي تم تقديمها للمعارضة لتذهب إلى جنيف، فالقصف لم يتوقف بل ازداد، و الحصار لم يُفك بل اشتد، و صرخات المعتقلين ما زالت تملأ المعتقلات.
فقد شنت الطائرات الحربية الروسية لليوم الثاني على التوالي عدة غارات، استهدفت فيها مخيمات النازحين قرب بلدة أوبين في ريف اللاذقية على الشريط الحدودي مع تركيا بعشرات الصواريخ، ما أسفر عن سقوط و جرح العشرات من المدنيين.
تجدر الإشارة إلى أن المقاتلات الروسية كثفت في الأيام الأخيرة من استهدافها لمناطق جبل التركمان والمناطق المجاورة، ما تسبب في حالة نزوح جماعية باتجاه الأراضي التركية.
وفي سياق متصل, قال منسق “الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب, في بيان له, عشية لقاء وفد الهيئة مع المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا، يوم الأحد, إن “النظام يعمل على تقويض الجهود الدولية لتحسين الوضع الإنساني, و إذا استمر في ارتكاب جرائم بحق المدنيين وآخرها وفاة 16 مدنياً في مضايا نتيجة استمرار الحصار وسوء التغذية، إضافة إلى تكثيف قصف المناطق المدنية بالبراميل المتفجرة في المعضمية التي ألقي فيها 40 برميال متفجرت، و كذلك في إدلب وحلب واستهداف النازحين في مخيم أوبين في ريف اللاذقية, فإنه لن يكون لبقاء وفد الهيئة في جنيف أي مبرر, وسنبلغ دي مستورا نية الانسحاب, في ظل استمرار عجز الأمم المتحدة والقوى الدولية عن وقف هذه الانتهاكات”.
من جهة أخرى اعتبر تحالف مُكوّن من 15 منظمة غير حكومية سورية ودولية، يوم السبت 30/يناير2015، أن نجاح مباحثات السلام الجارية في جنيف، مرهونة بإنهاء حالات الحصار ووقف الهجمات غير المشروعة ضد المدنيين، وإطلاق سراح ضحايا الاعتقالات العشوائية.
و أشار المدير التنفيذي لاتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة، زيدون الزعبي، :”إلى وجود أكثر من مليون إنسان يعيشون تحت الحصار، حيث يُستخدم نفاذ المساعدات الدولية، عمداً وبشكل ممنهج، كأداة للحرب”.
مبيناً أنّ “أطراف النزاع، بمن فيها الحكومة السورية وتنظيم “الدولة الإسلامية” وجماعات المعارضة المسلحة تستخدم التجويع سلاحاً في الحرب”.
كما أشار إلى “حال مئات آلاف المعتقلين الذين انقطعت صلتهم بالعالم الخارجي، ويعيشون في ظروف غير آدمية، حيث التعذيب المنهجي، وتزايد معدلات الإصابة بالأمراض، وحيث أصبح الموت بينهم من الأمور المعتادة”.
إن الهدف الأساسي من مؤتمر جنيف3 هو تحسين الوضع الإنساني، و وقف نزيف الدم السوري بإيقاف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة على الأرض، مما سيخفف معاناة الشعب في الداخل السوري، رغم أن تواصل القصف و الحصار الخانق يعتبر بمثابة سوء نوايا النظام السوري، و عدم جدية المجتمع الدولي في الأمور الإنسانية، فهل ستأتي تلك المفاوضات بحل ينهي المعاناة السورية؟ و يتم فك الحصار عن الجائعين؟!
ظلال سالم
المركز الصحفي السوري