عدّ من أهم أبواب المسجد الأقصى، وظل المدخل الرئيسي إلى المسجد على مدى العصور، وأصبح ساحة لاعتصام الفلسطينيين الرافضين لإغلاق المسجد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والبوابات الإلكترونية التي وضعتها في يوليو/تموز 2017 .
الموقع
يقع باب الأسباط على السور الشمالي للمسجد الأقصى بالقدس المحتلة في أقصى جهة الشرق، ومنذ أغلق الاحتلال باب المغاربة في السور الغربي للأقصى أمام المسلمين، أصبح المدخل الأساسي للمصلين، خاصة القادمين من خارج القدس، لقربه من باب الأسباط الواقع في سور مدينة القدس.
ويحمل اسم باب الأسباط في القدس بابان متجاوران؛ الأول يقع في سور البلدة القديمة، ويفضي إلى طريق طويل تسمى طريق المجاهدين أو درب الآلام، تصل في نهايتها إلى شارع الواد وسط البلدة القديمة.
أما الباب الثاني، الذي يحمل الاسم ذاته، فهو أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك العشرة، ويقع في الزاوية الشرقية الشمالية للمسجد.
الباحث في عمارة القدس الدكتور جمال عمرو كشف في حديث مع “الجزيرة نت” عن أن لباب الأسباط الواقع في سور البلدة القديمة أسماء أخرى كثيرة، منها الاسم الإنجليزي الشهير “باب الأسود”، و”باب القديس اسطفان”، و”باب أريحا” أو “الغور”، بوصفه يفضي إلى الشرق باتجاه أريحا
ولباب الأسباط اسم آخر هو باب “ستي مريم”، لقربه من كنيسة “القديسة حنة” التي هي -حسب المعتقدات المسيحية- مكان ميلاد السيدة مريم عليها السلام، وهي نفسها المدرسة الصلاحية، إلا أن الاسم المعتمد والمستخدم من قبل المقدسيين هو “باب الأسباط”.
ويؤكد المرشد السياحي المقدسي روبين أبو شمسية أنه من الأبواب الأصلية الأربعة التي بناها سليمان القانوني، وتؤدي إلى ساحة سميت في الفترة المملوكية والعثمانية بساحة الغزالي، نسبة للعالم أبي حامد الغزالي.
والمقصود بالأسباط -بحسب عمرو – هم “أبناء النبي يعقوب 12 عليهم السّلام”.
الأهمية
يعد البابان المتجاوران مسلكاً شائعاً ورئيسياً للمقدسيين القاصدين المسجد الأقصى المبارك، خاصة للساكنين في الأحياء شرق وجنوب البلدة القديمة، وذلك بعد أن أغلق الاحتلال باب المغاربة، أحد أبواب المسجد الأقصى في الجهة الغربية، بعد احتلال شرقي القدس عام 1967.
ومن مميزات هذين البابين أن الوصول إلى الأقصى من خلالهما لا يستلزم المرور عبر الحارات السكنية أو عبر أسواق البلدة القديمة؛ فالداخل من باب الأسباط الذي يقع في السور، ما عليه إلا الالتفات يساراً إلى ساحة صغيرة تعرف بساحة الإمام الغزالي، ومنها يصل مباشرة إلى باب الأسباط، أحد أبواب الأقصى. وجعل ذلك بابي الأسباط طريقاً مفضلة للمتعجلين، وموقعاً مفضلا للمعتصمين في أقرب نقطة لمسجدهم.
وعلى الواجهة الشرقية لباب الأسباط، التي تقابل الداخل للبلدة القديمة، زخرفات معمارية مميزة وبارزة، ذات طابعٍ دفاعي. يذكر منها عمرو ما يشبه المحرابين، على طرفي الباب، يعلوهما قوسان. بالإضافة إلى طلّاقات الزيت الحار والرماح على جهتي الباب، والحجرة الدفاعية الموجودة في منتصف الباب فوق قوسه بالضبط.
والميزة المعمارية الأبرز لباب الأسباط، الواقع في سور البلدة القديمة، هي وجود أربعة أسود، أو فهود، بحسب بعض الروايات، يزين كل اثنين منهما طرفي الباب، عن يمينه ويساره.
ويذكر عمرو أن الباب جُدد في الفترة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني، الذي أشرف في القرن 16 على إعادة إعمار وترميم سور البلدة القديمة وأبوابها جميعا.
التاريخ
نسجت حول الأسود الأربعة التي تزين باب الأسباط الكثير من الحكايات، منها ما ثبت في كتب التاريخ، ومنها ما يعد أساطير شعبية
والقصة المتواترة والأكثر قبولاً لهذه الأسود، كما يقول للجزيرة نت الباحث في تاريخ القدس إيهاب الجلاد، إنها أخذت من بقايا خان مهدوم مملوكيّ البناء على أطراف القدس. ويذكر الجلاد إنه عندما بدأت الدولة العثمانية حملتها الواسعة لإعمار سور البلدة القديمة، كانت لا تتوفر أي حجارة صالحة تجدها، لذلك كانت هناك إعادة استخدام متكررة للأحجار من كافة العصور في بناء القدس وسورها.
ويقول الجلاد إن السلطان المملوكي الظاهر بيرس اتخذ تلك الأسود رمزا له، وكان يزيّن بها المباني المملوكية، وما زالت تلك الأسود موجودة على بعض آثار المماليك في بلاد الشام. ويضيف الجلاد أن معماري سور القدس وجدوا هذه الأسود الحجرية في بقايا الخان المملوكي، فاستخدموها لتزيين باب الأسباط.
المصدر:الجزيرة