قـــراءة فــي الــصحــف
نشرت صحيفة الـ “ديلي تلغراف” البريطانية تقريرا، تقول فيه: “إنه من المقرر أن تتفاوض قيادات الثوار السوريين مع روسيا في أنقرة يوم السبت، في محاولة لحل الأزمة في حلب”.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن المساحة التي يسيطر عليها الثوار في حلب نقصت بنسبة 40% في الأيام الأخيرة، مع تقدم القوات السورية، مدعومة بالقوات الجوية الروسية، بعد أسبوع من تقدم مستمر لقوات النظام شرقي حلب، التي تتحول، بحسب تعبير مسؤولي الأمم المتحدة، إلى “مقبرة كبيرة”، لافتا إلى أن الثوار على وشك هزيمة استراتيجية.
وتقول الصحيفة إنه “مع تضييق الخناق على شرق حلب، فقد يكون أقوى حلفاء سوريا يعيد التفكير في ماذا يحصل لاحقا، حيث لا يتوقع أن تسقط المدينة مباشرة، والقوة العسكرية المحتاجة للسيطرة على المدينة وضبطها قد لا تكون قابلة للتوفير، دون تحمل نقص على جبهات أخرى، وهناك حوالي 30 ألف شخص يتسلمون مساعدات بعد مغادرتهم للمدينة في الأيام القليلة الماضية”.
ويلفت التقرير إلى أن سوريا وروسيا رفضتا طلبا من الأمم المتحدة لوقف القتال، لإخلاء 400 مريض وجريح، بعد أنباء بأن أحد العاملين الاجتماعيين، الذي كان يلبس زي مهرج ليدخل السرور إلى قلوب أطفال حلب المصابين بالصدمات، قتل في غارة جوية.
وتجد الصحيفة أن هذه المفاوضات بين الدبلوماسيين الروس وأعضاء من المعارضة، التي ستحصل يوم السبت للمرة الثانية خلال أسبوع، بحسب التقارير، تشير إلى أن روسيا تريد التفاوض على إنهاء للقتال في حلب، لافتة إلى أن المفاوضات ستتركز حول الهدنة وفتح الممرات الإنسانية مقابل مغادرة “المتطرفين” للمدينة، بحسب التقارير.
وينقل التقرير عن الباحث في الشأن السوري تشارلز لستر، قوله على “تويتر”: “ألمحت روسيا إلى أنها مستعدة لقبول دخول المساعدات، والسماح بخدمات بلدية في شرق حلب، مقابل انسحاب جبهة فتح الشام”، وأضاف: “إن الشروط الأساسية لروسيا تشير إلى وجود خلافات مع الأسد وإيران”، مشيرا إلى أن المعارضة لم ترفضها، وقد بدأت المفاوضات في أنقرة، التي أعادت العلاقات مع موسكو خلال الصيف، يوم الاثنين.
وتنوه الصحيفة إلى أن المفاوضات جاءت في الوقت الذي سلم فيه المسؤولون الأمريكيون بأن فرصة تحقيق خرق دبلوماسي لوقف الحرب الأهلية، التي دامت خمس سنوات ونصف، في آخر أسابيع لإدارة الرئيس باراك أوباما ضئيلة أو منعدمة، مشيرة إلى أن أمريكا فقدت ما كانت تملكه من أوراق ضغط؛ بسبب وعود ترامب بتعاون أوثق مع روسيا.
وبحسب التقرير، فإن مصدرا منفصلا من واشنطن أكد للصحيفة أن روسيا دعت المجموعة الإسلامية حركة نور الدين زنكي المستقلة، لحضور المفاوضات، وقال دبلوماسي روسي إن موسكو على اتصال دائم مع شخصيات المعارضة، لكنه لم يؤكد الاجتماعات التي تحدثت عنها التقارير.
وتورد الصحيفة نقلا عن نائب وزير الخارجية “ميخائيل بوغدانوف”، قوله لوكالة أنباء “تاس”: “لسنا بحاجة إلى وسطاء مع المعارضة السورية، فنحن على اتصال مباشر معهم”.
وقال “إيفسيف” إنه يمكن لروسيا، التي تعد الاستقرار أولوية، أن تأخذ بعين الاعتبار صفقة تتضمن فترة تحول انتقالي والتقسيم، بحكم الأمر الواقع في جنوب وشرق البلد، بعد تأمين الشمال الغربي.
وتختم “ديلي تلغراف” تقريرها بالإشارة إلى أن هذا الأمر قد يضع موسكو في خلاف مع الأسد، الذي قال إنه لا ينوي التنحي، ومع إيران، الحليف الأكبر الآخر للأسد.
وكانت صحيفة “الفايننشال تايمز” نشرت يوم الخميس الماضي قول تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط، إن أول لقاء عقد في أنقرة بين روسيا وتركيا والمعارضة كان يوم الاثنين، ومن المحتمل عقد لقاء آخر يوم السبت.
ويضيف: “تقوم روسيا بالمراهنة، فهي تفضل عقد صفقة مع المعارضة، فلو سقطت حلب فإن النظام بحاجة إلى قوات كبيرة ليسيطر على المدينة، حيث أصبح يعتمد على المساعدة الإيرانية، التي تفضل موسكو تجنبها”، مشيرا إلى أن المعارضة ستجد صعوبة في الموافقة على المطالب الروسية المتعلقة بفك الارتباط مع جبهة فتح الشام.
وتختم “فايننشال تايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن “التوتر لا يزال قائما بين أنقرة وموسكو، خاصة بعد اتهامات تركيا للنظام السوري باستهداف قواتها، وتقول المعارضة إن تركيا تعتقد أن النظام حصل على الضوء الأخضر من موسكو، وهو ما يظهر هشاشة العلاقات بين البلدين”.
المركز الصحفي السوري _ صحف