أثار القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية في نظام بشار الأسد، أول أمس، القاضي برفع أسعار الخبز وأسطوانات الغاز والمازوت، استياءً بين مؤيدي النظام، وبدا ذلك واضحاً في الصفحات الموالية للنظام على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ويبدو أن القرار الجديد دفع بعض المؤيدين إلى الخروج عن صمتهم، واتهم كثيرون النظام الذي يؤيدنه بالفساد وأنه يوفر الحماية للمستغلين والمفسدين من التجار والوزراء في الحكومة.
وبحسب القرار الجديد ارتفع سعر ربطة الخبز من 25 ليرة إلى 35 ليرة، كما ارتفع سعر أسطوانة الغاز من 1100 ليرة سورية إلى 1500 ليرة، ووصل سعر ليتر المازوت إلى 125 ليرة للقطاعين العام والخاص.
صفحة “دمشق الآن” إحدى أكبر الصفحات الموالية للنظام على موقع “فيسبوك” والمروجة لعميات قوات النظام العسكرية والتي تتغنى بقتل هذه القوات لقوات المعارضة والقصف على المناطق المحاصرة، أعلنت إيقاف نشرها على الصفحة مدة ساعة من الزمن احتجاجاً على القرار.
وطالب مؤيدون بضرورة خروج “مسيرة” للمطالبة بإقالة الحكومة وتعيين “حكومة عسكرية”، فيما قال أحد المؤيدين: “الحكومة بالأساس لا تريد محاربة الفاسدين، والفساد موجود أصلاً في الحكومة وهم من يغطي على تجار السوق السوداء”.
كما اعتبر آخرون أن حكومة النظام هي من تنهب الشعب وتجبره على السرقة والنصب بسبب قراراتها وغلاء الأسعار في البلاد، بينما استهزأ بعض المؤيدين من طريقة تعاطي إعلام النظام مع قرار رفع الأسعار، وكتب أحدهم مستهزئاً “يبدو أن المواطن السوري له سلطة في البلاد. محطة الإخبارية السورية تعرض الآن برنامجاً اسمه سلطة المواطن”.
وفي السياق ذاته، يعتبر حصول المواطن السوري على مادة المازوت عبئاً كبيراً عليه، وأدى عجز النظام عن توفير هذه المادة للسكان في المناطق التي تسيطر عليها قواته إلى حالة من الغضب، ظهرت بشكل جلي في محافظة السويداء.
وذكر مراسل “السورية نت” في المحافظة، عماد شقير، أنه خلال الأيام الماضية تجمع عدد من الشبان أمام مبنى بلدية صلخد، وحرقوا إطارات السيارات وأغصان الأشجار في محيط البلدية، بعدما لم تتمكن سيارات الإسعاف في مشفى صلخد (ثاني أكبر مشفى بالمحافظة) بنقل أي حالة إسعافية جراء عدم توفر الوقود في سيارات الإسعاف، وعدم تأمين حاجيات المشفى من المازوت لتوفير التدفئة للمرضى.
وذكر مراسلنا أن أهالي السويداء أصبحوا يتخوفون من أي منخفض جوي لا سيما وأن أكثر من نصفهم يعمل بالزراعة، ونقل شقير عن الكاتب “جواد حمزة” من السويداء: “عندما أسمع بأن منخفضاً جوياً قادماً، وستلبس المحافظة ثوبها الأبيض كنت أفرح، أما الآن لن أسميه ثوب زفافها كما فعلتُ سابقاً بل سأسميه ثوبَ حزننا وقلقنا، فلم أعد أفرح لهطول الثلج كما كنتُ أفعلُ قبل، بل أصبحتُ أخاف وينتابني الجزع وكأن هذا الندف الثلجي الهابط من أعالي السماء هو السمُّ الزعاف الذي أتمنى ألا يسقطَ، على الأقل ليس بهذه الظروف الموحشة من القلة والعوز وشح التموين وفقر التجهيزات وفلتان تجار الأزمات على قوت المساكين والبسطاء”، على حد تعبيره.
يذكر أن نظام الأسد يواجه مشكلة كبيرة في تأمين حاجيات السكان في المناطق التي يسيطر عليها، بعدما فقدت قواته تواجدها في الكثير من المناطق السورية، إضافة إلى خسارة النظام للعديد من آبار النفط التي كانت تشكل مصدراً مهماً للاقتصاد السوري.
المصدر:
خاص – السورية نت