نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية تقريرا تقول فيه إنه بعد عام من وضع المجتمع الدولي هدف إنهاء الجوع بحلول عام 2030، وجد مؤشر الجوع العالمي لعام 2016 أن 50 دولة حول العالم لا تقوم بواجبها تجاه سكانها بتقديم الطعام الكافي لهم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أنه بحسب مؤشر الجوع، فإن نصف هذه الدول حصلت على تقييم “مثير” للقلق، أو “خطير”، بناء على مستويات فقر التغذية، وانخفاض النمو، ومعدل الوفيات بين الأطفال، لافتا إلى أن المؤشر يقول في المعدل العام إن العالم بدأ يتعامل بجدية مع مشكلة الفقر الناجمة عن الجوع، إلا أنه بالنسبة لمناطق في العالم، مثل وسط أفريقيا، فإن الطريق طويل للتخلص من المشكلة.
وتنقل الصحيفة عن المدير العام للمعهد الدولي لدراسات سياسات الغذاء، الذي يصدر المؤشر سنويا منذ 11 عاما، شينغين فان، قوله: “ببساطة، يجب على الدول تسريع وتيرة الحد من الجوع، وإلا فشلنا في تحقيق الهدف الثاني من النمو المستدام، وهو إنهاء الجوع العالمي بحلول عام 2030”.
ويكشف التقرير عن أنه بحسب المؤشر، فإن أسوأ عشر دول من ناحية الجوع، هي: جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وزامبيا، التي جاءت في آخر القائمة، أما بقية الدول فهي: هاييتي، ومدغشقر، واليمن، وسيراليون، وأفغانستان، وتيمور الشرقية، والنيجر، لافتا إلى أن من بين الدول التي ظهرت في القائمة، التي تحتوي على 118 دولة، شهدت جامايكا وسيرلانكا سوءا في العلامات التي حصلتا عليها.
وتلفت الصحيفة إلى أن هناك 13 دولة لم تتوفر عنها أرقام حقيقية، وتضم دولا تعاني من أسوأ حالات فقر التغذية في العالم، ويقول المعهد إنه دون أدلة كاملة، فإن الإشارات الجزئية لضعف نمو الأطفال ووفيات الأطفال تثير القلق، خاصة في السودان، وجنوب السودان، والصومال، وسوريا.
ويورد التقرير نقلا عن رئيس منظمة “ويلثهنغرلايف”، وهي إحدى المنظمات المشاركة في التقييم، باربيل ديكمان، قوله إن النزاعات المسلحة هي السبب الرئيسي للجوع وفقر التغذية، ويضيف: “لن يتم الوصول إلى إنهاء جوع إلا في حالة كرسنا الجهود لحل النزاعات ومنعها”.
وبحسب الصحيفة، فإن مؤشر هذا العام لم يظهر دولا نزلت إلى مستوى الدول “الخطيرة جدا”، إلا أن الأرقام المتوفرة بشكل عام تخفي وراءها حقيقة، وهي أنه في داخل بعض الدول توجد معدلات كبيرة من سوء التغذية، فالمكسيك مثلا تعد من الدول التي لديها مستويات قليلة من الجوع، إلا أنها تحتوي على مناطق تشير في حالات تأخر نمو الأطفال إلى انتشار فقر التغذية.
ويفيد التقرير بأن المدير التنفيذي لشركة “كونسيرن وورلدوايد” دومينك ماكسورلي، وصف الوضع بأنه “غير مقبول، ومثير للحرج، وغير أخلاقي”؛ لوجود 795 مليون شخص يعانون من الجوع كل يوم طوال حياتهم، وقال: “تعطينا أجندة 2030 طموحا والتزاما للوصول إلى مستوى صفر جوع (إنهاء لجوع)”، وأضاف: “لدينا التكنولوجيا والمعرفة والمصادر لتحقيق هذه الرؤية، وما هو غائب الآن هو الشعور بالأزمة، والإرادة السياسية لتحويل الالتزام إلى أفعال”.
وتختم “إندبندنت” تقريرها بالإشارة إلى قول المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ديفيد نابارو، حول أجندة 2030 للتطور المستدام والتغير المناخي: “لقد وضعت أجندة 2030 لإنهاء الجوع في كل مكان، وفي غضون 14 عاما”.
عربي21