في مشهد اعتبره الكثيرون من مؤيدي النظام السوري و ممن دافعوا عنه و زجوا بابنائهم في المعارك على طول البلاد وعرضها دفاعاً عنه مشهداً وصفوه بالإذلال ليس أكثر.
ذكرت صفحة ” رابطة المحاربين القدماء وضحايا الحرب ” أن “جمعية العرين” قامت بالاتصال بذوي الشهداء و الجرحى في مدينة حمص و طلبوا منهم الحضور إلى ملعب حمص البلدي في حي بابا عمرو في الخامس والعشرين من تشرين الأول الساعة الثانية عشر ظهراً من أجل تكريمهم.
وبحسب ما نشرته الصفحة فقد ظنّ الناس أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” أو زوجته “أسماء الأخرس” سيزورون المنطقة لتكريمهم بأنفسهم لكثرة ما رأواه من صور لرأس النظام و زوجته على الأبنية المحاذية للملعب و الطائرات تحلق فوقه لتصوير المشهد.
إلاّ أن الصدمة كانت أقوى من أي مشهد، فبعد انتظار طال لما يقارب الخمس ساعات لم يحضر رأس النظام ولا زوجته و أكتفوا بإرسال مندوب من جمعية العرين التي قامت بدورها ترمي دروع التكريم على المحتشدين كقطيع الأغنام أو الأبقار كما تصفهم إحدى زوجات الشهداء للمصدر ذاته
في حضرة ذئب مفترس.
بحسب المصدر فقد كان التكريم عبارة عن “قنينة ماء مرفقة ببسكوتة” قام موظفو الجمعية برميها على المحتشدين بشكل عشوائي و أبعد ما يكون عن التكريم الإنساني لبني البشر.
وتختتم الزوجة المكلومة للمصدر كيف أصبح الحضور من ذوي الشهداء والجرحى الذين دافعوا عن النظام يتوسلون لسائقي الباصات إعادتهم إلى بيوتهم بعد أن تمّ إخراجهم من الملعب كراع يهش غنماً بعصاه الغليظة قائلة “رخونا بالشوارع وصرنا نترجى أصحاب الباصات بس ليوصلونا ع بيوتنا” وتضيف زوجة الشهيد والحرقة تنبع من حروق كلماتها “هالشي اللي شفته اليوم بعمري ما بقا أنساه، وبتمنى من اللي ما كان موجود لا يتفلسف ويحكي لأنه ما شاف أو ذاق الذل”.
والجدير بالذكر أن النظام السوري و مؤسساته السلطوية اعتادوا معاملة الشعب السوري بهذا الجبروت والتهميش، فباتت طوابير الناس مشهداً اعتدنا رؤيته كلّ يوم في محافل الحصول على أدنى مقومات الحياة في سوريا.
المركز الصحفي السوري