طالت سلسلة العقوبات التي فرضت على النظام السوري جميع القطاعات بما فيها النقل، بهدف الضغط عليه اقتصاديا لإضعاف قوته التي يستخدمها لقمع شعبه، إذ أن معظم ميزانية الدولة تعود لدعم قواته العسكرية والميليشيات المقاتلة معها، غير آبه بشعب خيم الفقر والجوع والتشرد حياته البائسة.
تضرر قطاع النقل بكافة أشكاله الجوي والبحري والبري في ظل عجز حكومة النظام عن دعم هذا القطاع نظرا لتدهور اقتصادها، و شهد النقل الجوي تراجعا ملحوظا منذ بدء الأزمة السورية، حيث أعلنت مصادر إعلامية تابعة لحكومة النظام منذ أسبوع أن مؤسسة الطيران السورية قالت بأن أسطول طائراتها لم يتبق منه سوى طائرة واحدة قادرة على الطيران .
حيث يضم أسطول الطيران السوري بحسب المؤسسة خمس طائرات، 3 للخطوط الخارجية واثنتان للخطوط الداخلية، خرجت معظمها عن العمل بسبب الأعطال المتكررة فيتم تأجيل بعض الرحلات ريثما يتم إصلاحها، حيث قامت المؤسسة بطلب مبلغ 57 مليون دولار من حكومة النظام لإعادة تأهيل طائراتها المهددة بالتوقف .
و لعل السبب الأبرز وراء هذا التراجع العقوبات الأمريكية التي شملت حظر بيع أي طائرات أو قطع غيار من منتجات مصانع أو شركات أمريكية، بالإضافة لحظر تحليق الطائرات السورية في الأجواء الأمريكية.
ونظرا لتهالك و قدم أسطول الطيران السوري كانت شركة أجنحة الشام الخاصة بديلا عنه، والتي تم تأسيسها عام 2007 وتعود ملكيتها لرامي مخلوف ابن خال بشار الأسد الذي يحكم قبضته على معظم اقتصاد سوريا، وقد اتخذت أجنحة الشام مطار دمشق الدولي مقرا لإقلاع طائراتها.
ويرى الاقتصادي السوري سمير رمان في تعليق له لـ”العربي الجديد” أن رحلات “أجنحة الشام” هي التفاف على العقوبات المفروضة على شركة الطيران السورية الحكومية، لأن بعض الدول العربية والأوروبية التي فرضت العقوبات على شركة “الطيران السورية” الحكومية تتساهل مع شركة “أجنحة الشام” .
و تجاوزاً لخسارة مؤسسة الطيران قامت برفع أسعار التذاكر بنحو 4 آلاف ليرة مطلع العام الحالي بعد إلغاء عقد لشراء 10 طائرات روسية، حيث رجح اقتصاديون سوريون أن تتحول مؤسسة الطيران لشركة مساهمة مغلقة تبعا لقانون الشركات وقانون التجارة الدولي.
وقامت السلطات السورية منذ شهرين بإيقاف حركة الملاحة في مطار باسل الأسد الدولي في مدينة اللاذقية لمدة تسعين يوما قابلة للزيادة نتيجة الازدحام الجوي للطائرات العسكرية في الإقلاع والهبوط في مطار حميميم العسكري المتاخم للمطار المدني، حيث استخدمت الطائرات الروسية من المطار مقرا لها ومسرحا لعملياتها العسكرية التي بدأت نهاية شهر أيلول الماضي.
نظام أودى باقتصاده لمراحل متفاقمة من العجز و الانهيار، بعد أن دخلت معظم مؤسسات الدولة في مرحلة الاحتضار،
واضعا مصالحه العسكرية في قائمة أولوياته حيث قام بتحويل مطاراته المدنية لقواعد عسكرية لنقل الأسلحة والذخيرة والجنود ليستخدمها في محاربة شعبه .
سماح خالد ـ المركز الصحفي السوري