كان موظف المؤسسة الاستهلاكية عدو الناس الحقيقي، وكنت لا تجلس إلى أحدهم إلا ويحدثك عن أمنيته في ضرب هذا الموظف وتمريغ وجهه في التراب..
وحتى عندما تغير واقع هذه المؤسسة بعد سنوات طويلة، ظلت الناس تنظر بريبة لهذا الموظف ولا تحترمه، رغم أنه بعضهم يكون قد تقاعد أو تغير مكان عمله..
الجديد اليوم أن النظام قرر أن يدمج المؤسستين بمؤسسة واحدة وأن يطوي تسمية “التدخل الإيجابي”، رغم أبعادها الثقافية، واستبدالها بتسمية “التجارة السورية” وما تحملها من أبعاد سلبية..
فما دوافع هذا التغيير..؟!، يقول وزير التجارة الداخلية، إن الغاية من ذلك وجود مظلة واحدة للتدخل الإيجابي وقرار واحد يكون أكثر فاعلية في السوق لجهة استثمار طاقات وإمكانات التدخل الإيجابي..
فهل فهمتم شيئاً من هذا الكلام..؟!.. شخصياً، أفهم من هذا الكلام، أن النظام يرى أنه خلال الفترة الماضية أدى دوره في التدخل الإيجابي في الأسواق وحاز على رضا الجمهور، واستطاع أن يضبط الأسواق على حساب أرباحه.. وقد آن الأوان لأن يلتفت لنفسه ويهتم بأرباحه أكثر..!!
أقولها وأنا مطمئن، كل محاولات النظام لإعادة رقاب الناس تحت مقصلته، لم تعد تجد نفعاً.. بما في ذلك السوريون الذين لازالوا يعيشون في كنفه وتحت سطوته.. فلا عودة إلى الوراء.. ومن يستذكر مؤسسات “التدخل الإيجابي” خلال العشرين سنة الأخيرة، وكيف أن “المواطن” السوري انتقم منها لدوافع نفسية.. يدرك أن المؤسسات التي أنشأها النظام من أجل هدر كرامات الناس، سوف يبطل مفعولها مهما طال الزمن.. بما فيها المؤسسات الأمنية والاتحادات والنقابات المهنية والتنظيمية.. وما نشاهده اليوم لا يعدو كونه انفعالات ارتدادية على زمن ولى ولن يعود..
فؤاد عبد العزيز – اقتصاد