رافق خطاب “ديمستورا” التفاؤل وبعض الأمل بما يخص الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف، حيث أكد بقوله “إن كل الوفود المشاركة ناقشت وبكثير من التفاصيل، جدول الأعمال خلال الجولة الخامسة”.
موضحاً في مؤتمر صحفي أن المطلوب من وفدي المعارضة والحكومة، هو التقدم نحو الجوهر من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي.
بعد مناقشة جدول الأعمال والذي تضمن “السلال الأربع: الحكم والدستور ومكافحة الإرهاب والانتخابات” اختتمت الجولة الخامسة للمفاوضات السورية غير المباشرة في جنيف، وبانتظار أن تعقد دورة سادسة من المفاوضات في شهر نيسان/ أبريل المقبل
ليظهر التساؤل المحير لكثير من السوريين، هل تم التوصل لحل الخلاف بين المعارضة والحكومة؟ أم أن الطرفين لا يملكون حرية النظر بالشأن السوري نظراً للتعقيدات التي عرفتها الحرب السورية؟!
ربما بات الوضع أشبه بالمسار التفاوضي الذي يشبه التفاوض بين إسرائيل وفلسطين على مدى سنوات طوال، حيث أن النقطتين الأساسيتين اللتين طرحتا منذ جنيف واحد ثم تم التأكيد عليهما في جنيف اثنين وهما: مسألة انتقال السلطة وبالتالي هيئة الحكم الانتقالي، ومسألة وقف إطلاق النار وتقييم المبادرات الإيجابية والإنسانية المتضمنة: رفع الحصار وإطلاق سراح المعتقلين وفتح ممرات إنسانية لم تتحقق.
أما التساؤل الذي يخشاه السوريون المنهكين من تأزم الأوضاع، هل موضوع المفاوضات لم يعد مرتبطاً بقرارات وإرادات السوريين؟!
للأسف الحقيقة أن الموضوع مرتبط بمفاوضات دولية وإقليمية وتوازن القوى الحالية التي فرضته عسكرياً روسيا وإيران على الأرض، لا يلزمهما كما يلزم من يحميان (نظام الأسد) بالبحث بانتقال السلطة، ناهيك عن التراجع الأميركي والغياب الأوربي، إقفال الحدود الأردنية وإعادة التموضع التركي إقليمياً الذي من شأنه تضييق خيارات المعارضة، سواء إن كانت قوىً مقاتلة على الأرض أو هيئة سياسية تفاوض خلف الطاولة.. خيارات محدودة ومحدودة جداً.
لا بد من الأولوية الوحيدة الآن تجريم النظام وتجريم من يريد التطبيع معه التي يمكن العمل عليها جدياً في الوقت الراهن، هي موضوع القانون الدولي وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي مازال نظام الأسد ومن معه من حلفاء ينفذونها بحق العزل من المدنيين الأبرياء.
وهذا ما يوضع على عاتق المعارضة والكفاءات السورية القانونية للقيام بهذا الدور لتحقق الموقف السياسي والقانوني لها حول استحالة استمرار الأسد بوصفه متهم بجرائم ضد الإنسانية وليس فقط بجرائم حرب.
كون الوضع السوري في منتهى الخطورة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الأمم المتحدة اعترفت في مجلس الأمن أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز 5 مليون، بالإضافة إلى تفاقم المشاكل المأساوية التي يعانون
مع انتهاء الجولة الخامسة ما زلنا في النقطة صفر لنصارع نحن السوريين تساؤل يظهر بوضوحه للعيان، ما الفائدة من عقد جولات أخرى جديدة سادسة التي حددت في نهاية الشهر القادم؟!
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد