أعلن الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني أنه سيعزز منظومته الدفاعية استعدادا لمعركة محتملة في مدينة سرت، وسيشكل قوة مشتركة لتأمين المنطقة الغربية عقب طرد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر منها.
فقد قال آمر غرفة عمليات سرت والجفرة، التابعة لحكومة الوفاق، العميد إبراهيم بيت المال أمس الأحد إن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وقادة عسكريين اتفقوا خلال اجتماع عُقد السبت في طرابلس على زيادة الدعم الفني لمحاور القتال غرب سرت، وتحسين المنظومة الدفاعية بشكل أكبر وأوسع.
وأضاف بيت المال -على صفحة غرفة عمليات سرت الجفرة بموقع فيسبوك- أن ذلك جاء بعد رصد تعزيزات لقوات حفتر في المنطقة الواقعة بين سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) والجفرة.
وكان السراج -بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي- ناقش مع آمري المناطق العسكرية الغربية وطرابلس والوسطى، وآمر غرفة عمليات سرت الجفرة؛ الوضع العسكري في البلاد بشكل عام، وجاهزية القوات في مختلف المناطق، وسير العمليات في منطقة سرت الجفرة، إضافة إلى مراجعة إجراءات تأمين المناطق المحررة.
وبحث الاجتماع تنظيم المؤسسة العسكرية، وآليات تنفيذ برنامج دمج واستيعاب التشكيلات العسكرية المساندة، وبرامج تطوير القدرات العسكرية الدفاعية لقوات الوفاق، في إطار برامج الشراكة مع عدد من الدول الصديقة.
وعقد اجتماع السراج والقادة العسكريين في وقت تواصل فيه قوات حكومة الوفاق تعزيز قواتها غرب مدينة سرت تحسبا لمعركة يقول ناشطون ليبيون في مواقع التواصل إنها على الأبواب. كما يأتي ذلك في مقابل استمرار قوات حفتر في تعزيز مواقعها بالمدينة، مدعومة بمجموعات مسلحة سودانية وتشادية، بالإضافة إلى المرتزقة الروس من شركة “فاغنر”.
وكانت قوات الوفاق عقب سيطرتها على ضواحي طرابلس الجنوبية ومدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق العاصمة) مطلع يونيو/حزيران الماضي؛ بدأت التوجه نحو مدينة سرت، بيد أن خطوط المواجهة لم تتغير منذ ذلك الوقت. وفي حين يؤكد مسؤولون ليبيون تصميم حكومة الوفاق على استعادة سرت وقاعدة الجفرة؛ تحاول قوى دولية تجنب تصعيد عسكري جديد في ليبيا، في الوقت الذي تسعى فيه دول داعمة لحفتر لثني الحكومة الليبية المعترف بها دوليا عن التقدم شرقا، بعد وصول قواتها إلى ضواحي سرت.
حشد عسكري
وفي وقت سابق، نشرت غرفة عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق الوطني صورا قالت إنها متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي عن حشود لقوات حفتر بعربات مسلحة ومنظومتي دفاع جوي من نوع “بانتسير” روسية الصنع.
وأضافت عملية “بركان الغضب” -على صفحتها في فيسبوك- أن هذه التعزيزات العسكرية لقوات حفتر متجهة إلى مدينة سرت، التي تسيطر عليها قوات حفتر المدعومة بمرتزقة شركة “فاغنر” الروسية، والجنجويد وسوريين.
وفي هذا السياق، قال الناطق باسم غرفة عمليات سرت والجفرة التابعة لحكومة الوفاق الوطني العميد عبد الهادي دراه أمس إن بعض الدول التي تدّعي أنها تريد استقرار ليبيا وأمنها ما تزال مستمرة في دعمها لحفتر.
وأضاف دراه أن منظومتي بانتسير روسية الصنع وصلت إلى مدينة سرت (وسط ليبيا)، بالإضافة إلى عتاد ومعدات عسكرية محملة على شاحنات دخلت قاعدة القرضابية (جنوبي سرت).
من جهته، جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو موقف بلاده الداعم لحكومة الوفاق، وقال إن الحكومة الليبية لا تقبل وقف إطلاق النار في البلاد إلا في حال انسحاب مليشيا حفتر من سرت والجفرة، والعودة إلى خط اتفاق الصخيرات.
وحذر أوغلو -في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أمس- من أن تصعيد التوتر قد يؤدي إلى نشوب صراع مباشر بين القوات الأجنبية الداعمة لمختلف الأطراف في لبيبا.
قوة أمنية
من جهة أخرى، أصدر اللواء أسامة جويلي، آمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية التابعة لحكومة الوفاق الوطني؛ قرارا بتشكيل قوة مشتركة من الوحدات المشاركة في صد الهجوم على طرابلس، قوامها 500 فرد.
وتتولى القوة المشتركة تأمين مداخل ومخارج المنطقة الغربية، وضبط حركة الآليات والأسلحة، وإخلاء المقرات العامة والخاصة من المجموعات المتمركزة فيها خلافا للقانون، وتسليمها للجهات الرسمية.
وكلّف القرار القوة المشتركة بالقبض على العصابات المسلحة التي تهدد المؤسسات العامة والخاصة، ومصادرة الآليات والأسلحة، ومكافحة مهربي المهاجرين غير النظاميين والوقود والسلع التموينية.
وأناط القرار بالقوة دعم الجهات المختصة بإزالة المباني العشوائية، ومنع التعدي على الأراضي العامة، وعيّن القرار العميد ركن الفيتوري غريبيل آمرا للقوة المشتركة.
نقلا عن الجزيرة