باريس- “القدس العربي”: مع تزايد الإصابات والوفيات من جراء فيروس كورونا المستجد بشكل مضطرد في بلدان أوروبية كإيطاليا وفرنسا؛ عبّرت صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحيتها عن مخاوفها من تداعيات الفيروس وحثت الاتحاد الأوروبي على ضرورة التحرك عاجلا وبقوة لمواجهة تفشيه.
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه إذا كانت منظمة الصحة العالمية ما زالت مترددة بشأن تصنيف وباء “Covid-19” على أنه وباء عالمي، والحكومة الفرنسية مترددة بخصوص الانتقال من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة من خطتها لمكافحة انتشار المرض، فإن الوضع الاقتصادي لم يعد قابلاً للمماطلة لا سيما في ظل انهيار أسعار النفط والانهيار المفاجئ في أسواق الأسهم وتراجع التجارة العالمية والاختفاء المفاجئ للطلب في مساحات شاسعة من الاقتصاد. لذلك، من الضروري التحضير لما يطلق الانكليز عليه (perfect Storm) “العاصفة الكبرى”.
وأوضحت لوموند في هذه الافتتاحية أن الرئة الاقتصادية لإيطاليا، ثالث ناتج محلي خام في منطقة اليورو، تواجه حالياً صعوبات جمة. أما ألمانيا، البلد الأوروبي الأول من الناحية الاقتصادية، فأضحت مهددة أكثر من أي وقت مضى بالركود. في حين، يبدو من الخطأ الاعتقاد بأن فرنسا التي هي في أحسن حال مؤخراً مقارنة بجيرانها من حيث النمو، آمنة من التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا.
وحذرت لوموند الأوروبيين من تكرار أخطاء الماضي، كما حصل خلال الأزمة المالية لعام 2008 أو أزمة الديون السيادية في عام 2011 ، عندما دفعت منطقة اليورو غالياً بسبب ترددها بخصوص تدخلها بشكل واسع وعاجل لإخماد الحريق. هذه المرة، يجب على القارة العجوز التأمل في جملة الجنرال ماك آرثر: “المعارك الخاسرة تلخص في كلمتين: فات الأوان”.
واعتبرت لوموند أنه بالنظر إلى الذعر الذي أصاب الأسواق المالية، فإن الاستجابات السياسية في هذه المرحلة لا تبدو على مستوى التحدي. إذا كانت أوروبا غير قادرة على إظهار المزيد من التنسيق، فقد تكون عواقب Covid-19 عميقة ومؤلمة.
نقلا عن القدس العربي