نشرت صحيفة “لوتون” الفرنسية تقريرا؛ أجابت فيه عن أربعة أسئلة أساسية تتعلق بفهم ما يجري في سوريا، على غرار ما إذا كان هناك تطبيق فعلي لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في 9 أيلول/ سبتمبر في جنيف، والأسباب التي جعلت روسيا مصرة على قصف حلب.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الحرب التي بدأت منذ خمس سنوات في سوريا أسفرت عن خسائر بشرية فادحة، وساهمت في تشريد ونزوح الآلاف، وتدمير بنية البلاد التحتية برمّتها، فضلا عن استنزاف جل مواردها.
ولفتت الصحيفة، عند طرحها للسؤال حول ما إذا تم نقض اتفاق وقف إطلاق النار، إلى أن هذا الاتفاق الذي استمر لمدة أسبوع، لم يكن كافيا لإرسال المساعدات الإنسانية، خاصة بعدما قصفت القوات الروسية قافلة المساعدات التي أرسلتها الأمم المتحدة. وأنكرت بدورها مسؤوليتها عن هذا الهجوم، ما دَفَعَ قوات بشار الأسد إلى استئناف القصف في 19 أيلول/ سبتمبر، واتهام المعارضة السورية بنقض اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضحت الصحيفة أن القصف الشديد للمستشفيات التي أنشئت تحت الأرض، والقصف الروسي المكثف على الأحياء التي تتمركز فيها معظم قوات المعارضة السورية، بيّن أن فترة الهدنة لم تكن إلا مجرد وقت إضافي خدم مصلحة قوات النظام، وسمح لها بتحديد مواقع أعدائها بدقة والاستعداد لشن هجمات جديدة.
وأكدت الصحيفة، عندما تساءلت حول مدى قدرة القوات الموالية للأسد على تحقيق الانتصار في حلب، أن هذه الأخيرة قادرة على إعادة السيطرة على المناطق والأحياء التي تسيطر عليها المعارضة منذ أربع سنوات، حيث أن عمليات القصف الجوي المتواصل التي تستهدف الشوارع والمباني، تهدف بالأساس إلى تمهيد الطريق للقيام باجتياح بري شامل.
وعلى الرغم من الظروف المأساوية التي يعيشها سكان حلب الشرقية، الذين يعانون من تردي الأوضاع الاجتماعية بسبب قطع طريق الكاستيلو منذ شهر، لا تزال حلب صامدة وتقاوم، ولا يزال ما يقارب عن 250 ألف شخص يرفضون مغادرتها.
وبينت الصحيفة، عند طرحها للسؤال المتعلق بالأسباب التي دفعت بموسكو إلى مواصلة قصف مدينة حلب، أن إصرار روسيا على تحقيق الانتصار في معركة حلب هو أحد هذه الأسباب، حيث تهدف إلى تثبيت قدرتها على النجاح والفوز أمام المشهد السياسي العالمي. فروسيا التي عادت من خلال تحالفها مع بشار الأسد إلى التدخل في شؤون الشرق الأوسط، عازمة على مساندته إلى النهاية، خوفا من أن ينتهي بها المطاف حليفة لطرف خاسر في هذه الحرب.
وتقول الصحيفةإن القصف هي إستراتيجية روسية تهدف إلى دفع قوات المعارضة السورية للتحالف مع جبهة فت الشام، مما سيضفي على هجماتها العسكرية مزيدا من الشرعية ويسهل الطريق لقوات النظام لإعادة السيطرة على المزيد من المناطق.
وفي السؤال الأخير المتعلق بمدى قدرة قوات التحالف الدولي على إحراز نتائج إيجابية في الوضع السوري، بيّنت الصحيفة أن دول التحالف الدولي غير قادرة على تحقيق أي تقدم بشأن الأزمة السورية، وذلك نظرا لفقدانها النفوذ اللازم لردع روسيا، التي استطاعت توسيع نفوذها وهيمنتها في الشرق الأوسط بسبب رفض الولايات المتحدة الأمريكية الالتزام عسكريا في سوريا.
وبيّنت الصحيفة، أنه وفقا لبعض المحللين الأمريكيين، فإن المفاوضات هي مفتاح الخروج من المأزق السوري. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، هدّد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري بتعليق تعاون واشنطن مع روسيا في سوريا.
عربي 21