تسرّب كتاب موقّعٌ من “التحالف الدولي”، يُفوّض “لواء المعتصم” المعارض إدارة تل رفعت وريفها، في ريف حلب الشمالي، التي سوف تخليها “وحدات حماية الشعب” الكردية، إلى الإعلام، الأربعاء الماضي. وما هي إلا ساعات حتى اضطر مدير “المكتب السياسي” في “لواء المعتصم” إلى نشر التفويض في “تويتر”، وتبعه بسلسة تغريدات توضح مسار المفاوضات التي أكد أنها لم تنتهِ بعد.
مدير “المكتب السياسي” في “لواء المعتصم”، مصطفى سيجري، قال لـ”المدن”: “إنهم تمكنوا من انجاز القسم الأكبر من الاتفاق، وهم الآن في طور الاتفاق على تاريخ الانسحاب والتسليم، ولا علاقة للاشتباكات والقصف المتبادل بين الأطراف بالعملية التفاوضية ولن يؤثر على مسارها حتى الآن”. وأضاف: “القصف الذي يحصل بين الحين والآخر في جبهات ريف حلب الشمالي بين المعارضة والوحدات غير معني به لواء المعتصم”. وأكد سيجري أن تطبيق الاتفاق بات قريباً جداً.
الصحافي ومراسل “المدن” خالد الخطيب، قال إن “وحدات حماية الشعب” الكردية سوف تحتفظ بعدد من البلدات في ريف حلب الشمالي، التي لن تدخل في اتفاق الانسحاب. وتقع هذه البلدات كخط عزل بين المعارضة المسلحة في الشمال، ومليشيات النظام في الجنوب في نبّل والزهراء، والريف القريب منهما. ومن هذه البلدات التي سوف تعتبر خطوط فصل بين الطرفين والتي ستبقى في قبضة “الوحدات”؛ بلدتا كفرنايا وأحرص، وبضع بلدات وقرى إلى الجنوب والجنوب الشرقي من مارع.
التسريبات بشأن تفاوض المعارضة و”الوحدات” حول تل رفعت وريفها، أحيت الأمل من جديد لعشرات آلاف المدنيين الراغبين بالعودة إلى قراهم، بعدما كانت عمليات القصف المتبادل والاشتباكات بين المعارضة و”الوحدات” قد تصاعدت في جبهات ريف حلب الشمالي. وذلك بالتزامن مع القصف التركي الجوي والمدفعي لمواقع “الوحدات” بالقرب من الحدود السورية التركية، ودخول قوات روسية وأخرى تابعة للنظام إلى مواقع قرب تل رفعت، ورفعها علم النظام. الأمر الذي عزز من صدقية الأخبار التي تم تداولها خلال الأسبوعين الماضيين بأن الاتفاق قد فشل والأمور متجهة إلى التصعيد.
وتزامنت التطورات الأخيرة، مع تدريبات عسكرية مكثفة يجريها “لواء المعتصم” في ريف حلب الشمالي، على الأسلحة الفردية الخفيفة والمتوسطة، ورفع اللياقة البدنية لمقاتليه الذين يزيد عددهم عن 1500، بالإضافة إلى التدريب على الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها “اللواء” من المدفعية والهاون.
مدير “المكتب الإعلامي” في “لواء المعتصم” حسين ناصر، قال لـ”المدن”، إن “الهدف من وراء هذه التدريبات هو التحضير لإدارة تل رفعت والمناطق التي سوف تنسحب من وحدات حماية الشعب الكردية في ريف حلب الشمالي”. وخرّج “اللواء” الدفعة الثانية من المتدربين، وقريباً سيتم التحاق الدفعة الثالثة. ناصر أكد أن المسؤولية التي تقع على عاتق “اللواء” كبيرة، وهي “تهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة السكان إلى مدنهم وقراهم التي هجروها منذ عام ونصف العام”.
وفي السياق، اجرت معظم فصائل المعارضة المسلحة التي كانت تعمل ضمن غرفة عمليات “درع الفرات” تدريبات عسكرية لمقاتليها في معسكرات داخلية قرب الحدود السورية-التركية، ومن بينها “الجبهة الشامية” و”فرقة الصفوة” و”فرقة السلطان مراد” و”فرقة الحمزة”.
وقالت المعارضة إن هذه التدريبات تندرج في إطار التحضيرات للعملية العسكرية القادمة التي سوف تخوضها بعد أن تم الإعلان عن نهاية “درع الفرات” من الجانب التركي. وهناك وجهتان للمعارضة في حال أعلنت استئناف عملياتها العسكرية بمساندة تركية؛ الأولى باتجاه الرقة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” وهي لا تبدو متاحة الآن في ظل النجاح المستمر لـ”قسد” في إدارة المعركة التي نتج عنها مؤخراً السيطرة على مدينة الطبقة، وسدها على الفرات. أما الوجهة الثانية فيعتقد أنها ستكون باتجاه إدلب، بهدف تطهيرها من “هيئة تحرير الشام”، ومن المتوقع أن يطلق عليها اسم “درع إدلب”. وكلا الخيارين غير واضحين حتى الآن، لكن الفصائل تستمر في تدريباتها بانتظار الفرصة السانحة.
المصدر: المدن