تُظهر المعارك الدائرة منذ أكثر من أسبوعين في منطقة إدلب الجنوبي والشرقي، أهمية هذا المحور في تكتيكات قوات النظام التي تحاول الوصول إلى مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، والتي تتمتع بأهمية جغرافية وعسكرية.
فمن جهة الأهمية الجغرافية، تتمتع مدينة معرة النعمان بأهمية كبيرة تنبع من أهمية موقعها الفريد الذي يربط أرياف إدلب الغربية والشرقية والشمالية ببعضها البعض، ومن جهة أخرى تنبع هذه الأهمية من قربها من محافظتي حلب وحماة، إذ تبعد مسافة 84 كيلو متر عن حلب و60 كيلو متر عن حماة، كذلك تنبع هذه الأهمية من أهمية موقعها الجغرافي الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق من خلال الطريق المعروف بـ “M5″.
أمّا من جهة الأهمية العسكرية فيشير بعض الخبراء العسكريين إلى أنّ السيطرة على مدينة معرة النعمان يتيح السيطرة على أهم تجمّع سكاني في محافظة إدلب بعد إدلب المدينة، وكذلك يتيح السيطرة على أهم موقع على الطريق السريع بين حماة وحلب.
ومن جهة أخرى تتيح عملية السيطرة على مدينة معرة النعمان إلى السيطرة على مدينة سراقب ذات الأهمية الجغرافية، والتي تنبع من كونها عقدة مهمة لربط وسط سورية بشمالها وشمالها بغربها، كما تتيح عملية السيطرة على مدينة معرة النعمان إلى القرب من السيطرة على مدينة أريحا التي تتميز بوجود جبل الأربعين الاستراتيجي الذي يطل على مساحة واسعة من أرياف إدلب الشرقية والغربية والشمالية، ويشكل مدخلاً لجبل الزاوية الذي يتمتع بأهمية جغرافية وعسكرية في نفس الوقت.
لهذه الأسباب يسعى النظام إلى محاولة السيطرة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محاولة منه لتأمين الطريق” M5 “، والذي يفتح أمامه أبواب المعارك على الريف الجنوبي الغربي لإدلب لمحاولة السيطرة على طريق “M4” الذي يصل حلب باللاذقية.
المركز الصحفي السوري