استطاع النظام فرض الهدن على المناطق التي يريد تهجير سكانها بغية التغيير الديمغرافي لسوريا، وذلك بفرض الحصار عليهم بالتجويع وبالقصف المستمر بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران بمختلف أنواعه.. ليكون الحل الوحيد أمامهم القبول بها.
قبل أكثر من 3 سنوات كان النظام يخطط مع حلفائه وفق خطط مدروسة لتهجير السكان من بعض المناطق فركّز على محيط دمشق والمناطق الساحلية مرورا بحمص التي تعتبر استراتيجية بالنسبة للنظام.
بعد تحرير محافظة إدلب بالكامل ماعدا “كفريا والفوعة” الشيعيتين، استطاع جيش الفتح أن يخضع المليشيات الإيرانية والنظام للتفاوض معه على هدنة تشمل الزبداني لما كانت تتعرض له من قصف همجي بالبراميل المتفجرة، ضمن شروط حددها الطرفان، كانت شروط كثير ومن بينها ترحيل ثوار مدينة الزبداني بأسلحتهم الخفيفة إلى الشمال السوري “محافظة إدلب” تحديداً، بعدها بأشهر قليلة يعقد النظام هدنة مع سكان قدسيا ليكون الترحيل إلى محافظة إدلب أيضاً، ولا ننسى هدنة سكان الوعر المحاصر من أكثر من سنتين، لتتم الهدنة وترحيل دفعة من سكانها إلى مدينة إدلب مجدداً.
التحليلات كثيرة حول إصرار النظام على إرسال معارضيه إلى مدينة إدلب ليؤكد الصحفي “عمر حاج أحمد” بقوله:” غاية النظام التقسيم كآخر مطاف له إذا عجز عن استرجاع المناطق الخارجة عن سيطرته، وإدلب هي المحافظة الوحيدة الخالية من الموالين للنظام، فالنظام يريد حشد كل المعارضين له في بقعة جغرافية واحدة، كما أن النظام هجّر سكان ريف دمشق ليوزعها على العلويين والشيعة الموجودين في سوريا”..
فكما نقلت قناة الجزيرة عن تجار إيرانيين قاموا بشراء عقارات وأراضٍ عدةٍ في أحياء من العاصمة دمشق وفي حلب وحمص، إضافة إلى توطين عائلات المقاتلين من حزب الله وميليشيات أفغانية في مناطق مختلفة من العاصمة دمشق وحمص ودرعا والسويداء.
كما قام رامي مخلوف (ابن خال بشار الأسد) بجرف بعض الأحياء والمناطق مثل القابون وبرزة وسواهما ليشيّد مشاريع تقوم بها شركات مخلوف وأتباعه الموالين للنظام من الطائفة العلوية.
“سالم الحليم” ( ناشط معارض) يرى في ترحيل النظام معارضيه للشمال ” النظام يحاول تجميع معارضيه في الشمال ليتم حصارهم وذلك عن طريق منع دخول الإغاثات والمواد الطبية عن طريق الحدود والدول المجاورة وبذلك يسحب النظام البساط من تحت أرجل معارضيه ويحاصرهم بقوته ليقدم نفسه للعالم على أنه لايزال يبسط سيطرته الخدمية والإغاثية والطبية على كامل سوريا”
فالنظام يسرق أغلب المواد التي تأتي كمعونات للشعب السوري ليطرحها على السوق وتباع حسب سعر السوق في مناطق خاضعة لسيطرته.
نور أحمد (ناشطة من ريف دمشق) تؤكد بقولها:” منذ تحرير إدلب كونها بعيدة جداً عن العاصمة معقل النظام وحلفائه، أبعد النظام الثائرين عليه، ليبدأ معاركه بريف دمشق لقتل ما تبقى من الثوار” لتكمل بقولها:” الهدف من تهجير سكان ريف دمشق هو الاستيلاء على الزبداني لمتاخمتها للحدود اللبنانية التي تعتبر ذات أهمية لدى حزب الله، كما أن حلفاء النظام قسموا سوريا على طريقتهم لتكون الشمال للسنة، ودمشق وريفها لنظام وحلفائه”.
ليبقى الشارع الإدلبي متخوفا من جميع الاحتمالات فالإشاعات بتجميع معارضي النظام باتت كثيرة..
وهاهو أبو عبدو (أحد سكان إدلب) مع كل هدنة تحصل يتساءل ” هل من الممكن القضاء على الجميع بضربة كيماوي جديدة فالنظام مجرم فعلها قبل سنوات ليقتل أكتر من 1600 شخص في لحظات”.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي