تساءل موالون للأسد بمرارة بعد الضربة الأمريكية ضد قاعدة الشعيرات السورية: أين كانت صواريخ الـS400 الروسية حينما دك 59 صاروخا أمريكا من طراز توما هوك سوريا؟
لم يكن هذا سؤال موالي الأسد فقط، بل كان سؤال الخبراء أيضا، أين كانت منظومة صواريخ S400 التي يفتخر بها الروس عندما اخترق 59 صاروخا أمريكيا من طراز “توما هوك” الأجواء السورية، ودكت إحدى أهم القواعد الجوية للنظام السوري؟
صحيفة إيزفيستيا الروسية طرحت السؤال ذاته على خبراء عسكريين روس، حيث فسر بعضهم صمت منظومات الدفاع الجوي الروسية المنشورة في حميميم وطرطوس، بدرء خطر احتمال اندلاع صراع نووي.
وقال العضو المراسل في أكاديمية العلوم العسكرية بروسيا سيرغي سوداكوف، في تصريحات لصحيفة “إيزفيستيا”، إن تحلي العسكريين الروس بضبط النفس أبعد احتمال اندلاع حرب نووية.
وأوضح قائلا: “السؤال الرئيسي الذي يطرحه الجميع: لماذا لم تسقط منظومات الدفاع الروسية هذه الصواريخ كافة؟ ويعتقد الجمهور أنه كان علينا القيام بذلك وصد الهجوم. لكن، لو بدأنا بإسقاط تلك الصواريخ، فلربما لم نستيقظ هذا الصباح. لأنه كان من المحتمل أن يحصل اليوم ما يسمى “نزاعا نوويا”، علما بأن مثل هذا التطور لو حصل لكان صداما بين دولتين نوويتين على أراضي دولة ثالثة”.
وأوضح قائلا: “تقوم إسرائيل وتركيا بقصف سوريا من وقت لآخر، لكن نحن نحمي مطارنا ومنشآتنا. وأعتقد أنه كان هناك قرار سياسي بعدم إسقاط تلك الصواريخ، لأنه لو تصدينا لها لكان ذلك نزاعا بين الولايات المتحدة وروسيا على مستوى الدفاع المضاد للصواريخ”.
واعتبر الخبير أن إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمره بضرب سوريا، اقتراب من وضع يمكن وصفه بـ”الحرب الساخنة”.
وفيما يذكر بسياسة آل الأسد التي عنوانها ضبط النفس، شدد الخبير قائلا: “لولا ضبط النفس، لصدر أمر بإسقاط “توماهوك”، واندلعت حرب نووية”.
وكشف خبير آخر، وفق الصحيفة، أن مهمة المنظومة الصاروخية الدفاعية الروسية هي حماية القواعد والمصالح الروسية فقط في سوريا، وليس الدفاع عن الأراضي والأهداف العسكرية السورية.
ونقلت الصحيفة الروسية عن الخبير العسكري فلاديسلاف شوريغين قوله إن منظومات الدفاع الجوي المنشورة في سوريا، تخضع لأوامر القيادة الروسية فقط وتتولى حماية المنشآت العسكرية التابعة للجيش الروسي. ونطاق دفاعها الإلكتروني يغطي القاعدة الروسية والمواقع التي توجد فيها القوات الروسية، وتعاملها مع أهداف أخرى يخضع لعملية إعادة ضبط بدورها وهو يأتي بأمر من القيادة العليا.
وذكّر الخبير بأن الولايات المتحدة أبلغت روسيا مسبقا عبر القنوات الدبلوماسية بخططها لتوجيه الضربة، وبدورها أخطرت روسيا الجانب السوري الذي سحب عسكرييه ومعداته من القاعدة.
أما كبير الخبراء في مركز السياسات الآنية فيكتور أوليفيتش، فدعا إلى استذكار الضربة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا التي قال إنها استهدفت قاعدة سورية، كان يوجد فيها عسكريون روس، واعتبر أن هناك ارتباطا بين الضربات الإسرائيلية والأمريكية.
وأوضح أنه يمكن اعتبار الضربة الإسرائيلية بروفة واختبارا لرد الفعل الروسي. وشدد قائلا: “لكن في هذا الوضع، فضلت روسيا تأجيل ردها للمستقبل. لكنها سترد بشكل مناسب”.
وكانت روسيا نشرت في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر في قاعدة حميميم بريف اللاذقية غرب سوريا منظومة الصواريخ المتطورة “إس-400” للدفاع الجوي.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن منظومة “إس-400” للدفاع الجوي دخلت حيز التنفيذ.
وحسب مواقع روسية فإن المنظومة تمتلك المواصفات التالية:
مدى اكتشاف الأهداف 600 كلم
عدد الأهداف الجاري متابعتها في آن واحد حتى 300
مدى تدمير الأهداف الإيرودينامية 3 – 240 كلم
مدى تدمير الأهداف البالستية 5- 60 كلم
الارتفاع الأقصى للهدف المضروب 27 كلم
الارتفاع الأدنى للهدف المضروب 100 متر
السرعة القصوى للهدف المدمر 4800 كلم
عدد الأهداف المدمرة في وقت واحد 36 هدفا
عدد الصواريخ الموجهة في وقت واحد 72 هدفا
زمن نشر المنظومة من الحركة 5 دقائق
https://youtu.be/YcWNDL4zIWk
العربي21