توفي شاب سوري يبلغ من العمر 22 عامًا يعاني من مرض عضال، بعد تأخر عملية نقله لتلقي العلاج داخل تركيا، جراء الإجراءات المتبعة للحد من تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ولم تفلح مناشدات والدة الشاب يوسف بربور، في إنقاذ حياته، والسماح له بتلقي العلاج في داخل تركيا.
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي تسجيلًا يظهر والدة الشاب تناشد السلطات التركية السماح لابنها بعبور الحدود التركية، قبل أن يفارق الحياة.
عنب بلدي تواصلت مع مدير المكتب الإعلامي لمعبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا بريف إدلب، مازن علوش، الذي أكد أن مسؤولي القسم الطبي في المعبر عرضوا الحالة على الجانب التركي، ورأى الأطباء هناك أن حالته ليست حرجة للغاية، فرفضوا السماح له بالمرور.
وعند تدهور الحالة الصحية ليوسف، أعاد الجانب السوري عرض الحالة، ومُنحت الموافقة لتدخل تركيا، غير أن صحته تدهورت وفارق الحياة قبل الوصول إلى المعبر.
15 مريضًا فقط سُمح لهم بالدخول
حدت الإجراءات التي اتخذتها سلطات المنافذ الحدودية التركية مؤخرًا لمكافحة فيروس “كورونا”، من أعداد المرضى الذين يمكن إدخالهم من سوريا لتلقي العلاج.
وأوضح علوش أن السلطات التركية أوقفت دخول المرضى عبر معبر “باب الهوى” منذ بدء أزمة “كورونا”، لكن هناك بعض الحالات تدخل باستثناء من الوالي التركي بشرط أن تكون في وضع حرج للغاية.
بينما لم يدخل، بحسب علوش، طوال نيسان الماضي سوى 15 مريضًا وهو “رقم قليل للغاية” مقارنة مع مرحلة ما قبل تفشي “كورونا”.
وعن آلية تحديد مدى خطورة الحالة الصحية للمريض، أفاد علوش أن الجانب السوري يقدم تسجيلًا مصورًا للمريض، وصورة عن أوراقه الثبوتية، وتقاريره الطبية إلى إدارة المعبر التركي، وفي حال جاءت الموافقة يأتي المريض إلى المعبر ليكشف الإسعاف التركي على تلك الحالة هناك، ويقرر فيما إذا كانت تستحق النقل إلى المشافي التركية أم لا.
وبحسب أرقام معبر “باب الهوى”، دخل نحو عشرة آلاف مريض لتلقي العلاج في تركيا خلال العام 2019، وخلال كانون الثاني الماضي سارت الأمور بشكل جيد، ودخل نحو 1100 مريض بحالة غير حرجة و658 آخرين بحالة حرجة.
ويعاني الشمال السوري من ضعف في الإمكانات الطبية اللازمة لعلاج الحالات الحرجة، جراء حملات القصف الممنهجة من قبل قوات النظام وروسيا التي استهدفت المشافي والنقاط الطبية.
وفي 13 من آذار الماضي، أعلنت إدارة معبري “باب الهوى” و”باب السلامة” على الحدود السورية- التركية شمالي البلاد إغلاق المعبرين أمام حركة المسافرين والحالات المرضية من قبل تركيا كإجراء احترازي لمواجهة فيروس “كورونا”.
وقبل أيام، أعلنت وزارة الداخلية التركية استجابة فرقها الطبية لمناشدات أُطلقت لإنقاذ طفل سوري يقطن في أحد مخيمات إدلب، ويعاني من مرض خلقي في القلب.
كما سمحت السلطات التركية بدخول الطفل عبد الله النعسان بعد مناشدات أطلقها ناشطون إثر تعرضه لحروق بليغة، الأحد الماضي، جراء اندلاع حريق في خيمة عائلته داخل مخيم “الرحمة” في منطقة عزمارين، على الحدود السورية- التركية.
نقلا عن عنب بلدي