مجلة «إيكونوميست «
أن السعودية لم تكن لتتسامح كثيرا مع تقدم الحوثيين. وأشارت للضربات الجوية التي استهدفت مواقع للجيش وللرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ينظر إليه باعتباره طرفا مهما في الأزمة.
وتقدم المجلة عرضا لتطورات الأحداث منذ بروز الحوثيين في عام 2013 وخروجهم من معقلهم في الشمال حتى سيطرتهم على العاصمة صنعاء وفرار هادي الشهر الماضي إلى عدن ومنها إلى السعودية طالبا الدعم العسكري من المملكة.
وتعلق «إيكونوميست» قائلة «لقد استجابت السعودية لدعوته. ولكن من خلال قيادتها الحملة العسكرية لإعادة هادي إلى السلطة فقد تقوم بدفع اليمن إلى الإنهيار الذي تم التكهن به قبل وقت طويل وجره إلى ما وصفه جمال بن عمر، المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن والذي تحدث عن «سيناريو العراق – ليبيا – سوريا».
وتقول المجلة إن التدخل السعودي سيؤدي إلى زيادة الحرب الطائفية في اليمن – حيث لم يكن التفريق بين السنة والشيعة يعني الكثير.
وتضيف أن الغارات الجوية كشفت وبوضوح عن الانقسامات التي أحدثها صعود الحوثيين. ففي الجنوب ووسط اليمن يرحب اليمنيون بالغارات التي تقودها السعودية ويأملون بوقفها تقدم الحوثيين الذين اقتربوا من مدينة مأرب النفطية وميناء عدن.
وترى أن الجماعات المعادية للحوثيين لا يهمها إن كان هادي، الرجل الذي تنازل عن العاصمة بدون قتال، يملك شرعية أم لا. فكل ما يريدونه هو تركيع الحوثيين ووقف توسعهم. وفي الشمال هناك حالة غضب من التدخل السعودي حتى من أشد الناقدين للحوثيين. وتنقل عن أحد أبناء القبائل السنية قوله إن «السعوديين يخربون بلادنا». وهناك الكثير من اليمنيين ممن يعتقدون أن السعودية ستفرح لو حولت بلدهم إلى أنقاض.
وبالنسبة للحوثيين فالغارات السعودية تعتبر «خبطة» علاقات عامة خاصة أنهم طالما ما اتهموا هادي بالعمل لصالح دول أجنبية ويتهمونه بأنه «دمية».
وترى أن شعبية هادي التي بناها منذ غادر صنعاء قامت لأنه عارض الحوثيين. وكان يعمل على بناء قوة من أبناء القبائل مكونة من 20.000 مقاتل ولكنه عندما ترك البلاد «خرجت الحكومة الشرعية للبلاد معه».
وتحذر المجلة بالقول إن الحملة السعودية لن تكون سهلة. فقد تطورت حركة الحوثيين عبر سنوات من الحروب مع صالح والسعوديين. كما أن تحالفهم مع الموالين لصالح يجعل من مهمة السعوديين صعبة. وتذكر بالآثار السلبية التي نجمت عن آخر حرب خاضتها السعودية مع الحوثيين عام 2009 عندما كانت تدعم الرئيس السابق حيث احتل مقاتلو الحوثي بلدات ومدنا سعودية.
ويهدد الحوثيون مرة أخرى بنقل الحرب إلى داخل السعودية وبحسب ناشط حوثي في صنعاء «ستكون مثل الحرب السادسة في صعدة عندما خسر السعوديون أراضيهم».