ريم احمد
التقرير السياسي ( 27 / 5 / 2015)
المركز الصحفي السوري.
قال عضو الائتلاف السوري المعارض، بسام الملك، إن المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، سيلتقي قيادات الائتلاف في اسطنبول يوم 4 يونيو المقبل.
وأوضح الملك أن زيارة دي ميستورا، تأتي بعد إعلان الائتلاف السوري مقاطعته للحوار الذي بدأه المبعوث الأممي في جنيف أول الشهر الجاري مع جميع الأطراف في سوريا.
وكان دي ميستورا أعلن نهاية شهر أبريل الماضي، أنه يعتزم إطلاق مشاورات بحضور جميع أطراف القضية السورية والمجتمع المدني خلال شهر مايو الجاري، غير أن الائتلاف قاطعها، وأعلن في 12 مايو الجاري أنه سيكتفي بتكليف رئيس اللجنة القانونية هيثم المالح، بلقاء المبعوث الدولي وتسليمه رسالة تتضمن 16 بنداً توضيحياً للمبادئ الأساسية للحل السياسي للأزمة السورية، وفق بيان جنيف1.
وأضاف الملك أن الائتلاف سيؤكد “في لقاء اسطنبول على أن من الثوابت التي لا تقبل نقاشاً، أنه لا مستقبل لبشار الأسد وقادة أجهزته الأمنية في مستقبل سوريا، وبخلاف ذلك فكل القضايا من السهل الاتفاق عليها”.
وأشار عضو الائتلاف المعارض إلى أن أعضاء الائتلاف سيواجهون دي ميستورا خلال اللقاء بشكوكهم حيال ما يعتقدون أنها ممارسات غير حيادية من المبعوث الدولي، والتي تتمثل في تحيزه لوجهة النظر الإيرانية في القضية السورية.
في السياق ذاته، اكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن “تركيا ستواصل المضي قدماً في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والمطالبة بإقامة دولة فلسطين على أراضي العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وقالت مصادر ديبلوماسية، إن الوزير أشار في كلمة ألقاها خلال الدورة الـ 42 لمجلس وزراء خارجية منظمة “التعاون الإسلامي” إلى الصراع القائم منذ أربع سنوات في سورية وألحق بالبلاد دماراً كبيراً، وأن النظام السوري هو المسؤول عمّا شهدته البلاد من أحداث جسام “، لافتًا إلى أن “تركيا ترى في إعلان جنيف سبيلاً وحيداً لتحقيق حل سياسي في سورية”.
وجدد أوغلو دعم بلاده لجهود مكافحة المنظمات الإرهابية في العراق، بما في ذلك تنظيم “الدولة الإسلامية” ، فيما أوضح أن الوضع في ليبيا يتسم بالهشاشة، معرباً عن الحاجة الملحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن بلاده ستواصل دعمها لعملية الحوار الجارية برعاية الأمم المتحدة.
وشدد الوزير على ضرورة حماية اليمن من الفوضى والتفكك، وإيجاد حل للأزمة الجارية من خلال إجراء حوار شامل استناداً لمخرجات مبادرة مجلس “التعاون الخليجي”، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 و”إعلان الرياض”.
وعن اخر مستجدات تدريب المعارضة المسلحة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية بدأ مع مجموعات صغيرة، مضيفًا: “تم إنشاء البنية التحتية وإعداد التجهيزات اللازمة، وبات المدربون الأتراك والأمريكيون جاهزون لتولي مهامهم، وتجري عملية اختيار المشاركين في برنامج التدريب من قبل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، مصطفى أكنجي بعد لقاء ثنائي وآخر بين الوفود، في العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث ذكر جاويش أوغلو أن تركيا والولايات المتحدة يتولون سويًا تلك العملية بشكل كامل، مضيفًا: “نتخذ القرارات ونسير سويًا، وجميع القرارات التي تخص برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية حتى اليوم تم اتخاذها بشكل مشترك وسيتواصل الأمر كذلك مستقبلًا”.
وأفاد جاويش أوغلو أن المسؤولين الأتراك والأمريكيين تباحثوا بشأن المكان الذي سيدخل منه المشاركون في البرنامج إلى سوريا، والإجراءات الأمنية التي ستتخذ، إضافة إلى الدعم الذي سيتم توفيره لهم، والتدابير التي ستُأخذ من أجل حمايتهم من الضربات الجوية.
في سياق منفصل، نشرت صحيفة إلموندو الإسبانية تقريرا حول مستقبل الوضع في سوريا، ورأت أن بشار الأسد لم يعد مؤهلا للحفاظ على وحدة البلاد، بعد أن فقد السيطرة على ثلاثة أرباع الأراضي السورية، وتسبب في تقسيم البلاد جغرافيا وسياسيا.
وذكرت الصحيفة أن العديد من المتابعين للشأن السوري يعتقدون أن الأسد يسعى إلى تقطيع أوصال سوريا، لكي يتسنى له ولأنصاره الحصول على ملاذ آمن في حال التعرض للهزيمة وسقوط النظام.
وأضافت أن القوات الموالية للنظام السوري تشهد تقهقرا كبيرا منذ شهرين، تعمق بالهزيمة التي منيت بها الأسبوع الماضي في مواجهة تنظيم داعش، وفقدانها لمدينة تدمر التي تنطوي على أهمية عسكرية ورمزية كبيرة، بعد أن كان تحالف للقوى المعارضة قد نجح في نهاية شهر آذار/ مارس الماضي في بسط سيطرته على إدلب، شمال سوريا، والسيطرة على مدينة جسر الشغور في المحافظة، على الطريق الدولي الرابط بين حلب، ثاني أكبر المدن السورية، واللاذقية.
وبحسب الصحيفة، فإن التصوير الجوي يبين أن سوريا اليوم مقطعة الأوصال، وأن كل فصيل من الفصائل المقاتلة يكافح ليسيطر على أكثر ما يمكن من الأراضي، أما الديكتاتور الذي أشعل نيران هذه الحرب الأهلية في سنة 2011، فإنه لم يعد لديه شيء ليخسره”.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الأحداث الأخيرة توحي بأن النظام السوري استوعب الواقع الميداني وأمر بالقيام بانسحابات “تكتيكية”، خاصة في مدينة تدمر التي انسحب منها جنود النظام بشكل مفاجئ وغير متوقع، وهي خطوة كان قد قام بها في سنة 2012 في المناطق الكردية في شمال البلاد.