مع استمرار احتجاجات مدينة السويداء لليوم الخامس، مفاجآت رفع شعار ” إسقاط النظام” صدحت بعد 10 سنين من عمر الثورة التي أفنى فيها السوريون أرواحهم وأموالهم ووطنهم، ربما لم يدرك جيدا المتظاهرون في المدينة أن النظام لا تهمه طائفة عن أخرى، بقدر ما يعنيه المحافظة على كرسي الحكم، بعصى من حديد أو بعصى دبلوماسية، لا فرق.
ولاحتواء المتظاهرين في السويداء الذين يعانون نقص الخبز والكهرباء وبرد الشتاء، مع تطنيش مطبق، و”عصة قبر فوق الموت”، تشير شعبان أن المطالب هذه تكررت مسبقا، ولباها النظام، لكنها زادت لتخريب البلد، يعني الشعب ما بينعطي الريق الحلو.
بثينة الماكرة التي لجأ لها النظام منذ أول مظاهرات الثورة لتفرش ورقة الطائفية وتخيف بها الأقليات أن الثورة السورية هي “سلفية مندسة” فأحجموا عنها والتفوا حول بشار الأسد ليحميكم من المؤامرات الكونية الأمريكية الإسرائيلية، تسخر من شعار أحد المتظاهرين في السويداء الذي نادى في مقطع فديو نشرته وكالة السويداء 24 أمس، ” أريد أن أضمن مستقبل أولادي” لتتهمه أنه غبي ينسى كيف حافظت سوريا على مستقبل أولاده منذ 10 آلاف سنة!! عشرة آلاف سنة وسوريا تحافظ على أبنائها عزيزي القارئ. لا تستغرب من هذا الرقم الفلكي الذي وضعته بثينة شعبان، فتقدم السن له حق كما تعلم.
بلا شك نؤيد ثورة السويداء ونتعاطف معها على الرغم من تأخرها 10 سنوات، ونرجو لهم السلامة من بطش النظام الذي لن يرحمهم كما عوّدنا، ولن يلجأ النظام للطائفية ولا للسلفية لقمع هذه الاحتجاجات، ولكن ظهر من إشارات مقال شعبان على جريدة الوطن اليوم أن النظام إن استجاب للمطالب المعيشية، فلن يضمن رفع شعارات إسقاطه بشكل مزعج دائم، يعني تخريب البلد بما سيحصل من قصف .
تخيل عزيزي القارئ، أن شعبان تفتتح مقالها أن النظام استجاب لمطالب السفراء الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين لتحسين الوضع المعيشي، وعندما متعك النظام بتلك المكرمات العظيمة، خرجت تطالب بإسقاطه، يعني كان الأولى إبقاؤك جائع عاري على أن تطالب بالحرية.
بثينة شعبان تظهر اليوم كوجه حقيقي وقح للنظام ردا على احتجاجات الطائفة الدرزية الموحدة في السويداء، واطمروا أولادكم بالتراب، بلا كهرباء، ولا غاز ولا خبز، بس لا تقتربوا من سيادته.
مقال رأي/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع