يقول الكاتب إبراهيم كاراغول، في مقال له بصحيفة “يني شفق” بأن فيضان المهاجرين من العرب والتركمان الذين يحاولون اللجوء إلى تركيا من خلال مواجهة جميع الصعوبات وبشتى الوسائل، ليس فقط مؤشر لدراما إنسانية، إنما هذا الفيضان غداً يمكن أن يلقي علينا أكثر من 100 ألف إنسان يقيمون في المناطق الممتدة ما بين حلب وحدودنا، فيضان المهاجرين المخيف والمأساوي هذا سيصل إلى نقطة تهز الرأي العام في تركيا.
ويرى الكاتب بأنه هذه الحقيقة التي رأينها وأدركنها قبل الأن بكثير، وإذا استمرت بهذا الحال، يمكن أن تجعلنا نأخذ قرارات غير صائبة ومعدومة الإدراك في المستقبل، بعد فترات، سنتصعب في فهمنا لأبعاد المسألة، التي تبدو مأساة إنسانية، الديموغرافية والجيوسياسية.
ويعتقد الكاتب بأن المسائل والحقائق التي كنا نناقشها أثناء المفاوضات المتعلقة باستخدام الولايات المتحدة لتركيا في حرب على العراق، اليوم من جديد أصبحت أمامنا، في تلك الفترة كانت الوحدات الأمريكية، المكونة من ألاف الجنود، ستتموضع على ممر البحر الأبيض وشمال العراق، هذه الوحدات كانت ستنشر بالقرب من الحدود التركية وليس الحدود السورية، الخطة كانت تعتمد على تشكيل منطقة معزولة بين البحر الأبيض وشمال العراق على الأراضي التركية، هكذا كانت الخطة، التي ماتزال في الحسبان ولم يتم التنازل عنها.
ويلفت الكاتب إلى أن هذه الخطة، تعتبر الصفحة الأخيرة لاستراتيجية إعادة حبس تركيا فقط في منطقة الأناضول ونزع جميع علاقتها مع الدول التي انفتحت عليها بصورة فعالة، انتبهوا اليوم هناك ثلة تقول “افتحوا الحدود بسرعة” هذا الثلة هي التي كانت تسوق لضرورة تدخل تركيا في حرب العراق، هذه الثلة لا تتمني الخير لتركيا احذروا منها.
ويرى الكاتب بأنه وإذا شُكلت حكومة ائتلافية بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ودعمهم حزب الشعوب الديموقراطي من خارج الحكومة فاعلموا بأن هطول الرصاص على رؤوسنا، جراء السياسات الفاشلة، أمرٌ لا مفر منه.
عربي 21