يختلف البعض على تسمية الأحداث التي تجري في سوريا ما بين عدّة تسميات بالرغم من وضوح الفروقات بين التسمية والأخرى.
لا يحتاج من يريد الوقوف عند التسميات كي لا يكون طرفًا في بتر السمات الحقيقية من الأحداث الجارية وتشويهها، الكثير من الجهد والوقت لمعرفة كل تسمية بشكل واضح وجلي وإعطاء المسميات أسماءها الحقيقية.
يكتفي من يقبعون مرغمين في مناطق سيطرة النظام السوري بإطلاق كلمة “أحداث” خوفًا على أنفسهم من اختيار اسم قد يكون منحازًا لطرف هم ليسوا فيه حتى الآن.
أمّا مؤيدو حكومة النظام وعلى رأسها رأس النظام “بشار الأسد” فبدؤوا بإطلاق تسميات يحاولون من خلالها تأكيد ولائهم المطلق لتلك الحكومة لأنهم يعرفون جيدًا أن كل ولائهم لن يكون شفيعًا لهم إن قبض عليهم حتى عن طريق الخطأ.
فذهب هؤلاء إلى تسميتها بـ “الفورة” أو “الثروة” أو “تورة” أو غيرها من الأسماء التي يحاولون إيهام أنفسهم بأنّ استخدامها سيكون ملاذًا لهم أمام بوعلي و بوحيدر وغيرهم.
وفي الجانب الآخر نرى البعض كذلك يكتفون بتسميتها بـ “الأحداث الأخيرة” بالرغم من وجودهم خارج حدود سوريا وبعدهم عن بطش عساكر جيش حكومتها، ربما لأنّهم يفتقرون إلى القناعات الكافية فبعضهم حتى الآن وبالرغم من كلّ ما جرى مقتنعون بأنّ معظم ذلك خدع بصرية من كلا الطرفين.
جميع من سبق ذكرهم لا يشكّلون خطرًا على الثورة أو مفهومها العام لأنّ الجميع يعرف أسباب تسمياتهم تلك بشكل أو بآخر، ولن تكون تلك التسميات أكثر من كلمات عابرة يتفوّهون بها لتذهب في فضاء العدم.
في حين أنّ أكثر من يؤثر عليها أولئك الذين يدّعون -بشكل أو بآخر- ثوريتهم ليطلقوا عليها الآن وبعد كلّ ما قدمته من ضحايا القتل والتعذيب والتهجير القسري والتنكيل حتّى بمقابر الأموات وسرقة كلّ ما تركه الأهالي خلفهم في منازل لم يبق منها إلا جدران مهشّمة والكثير من الذكريات، اسم “الحرب الأهلية” في إشارة منهم إلى أنّها لم تتجاوز الحرب الأهلية التي تتكافأ فيها أطراف النزاع.
يقول البعض منهم أنّ جميع المحافل الدولية والدول تطلق عليها هذه التسمية “الحرب الأهلية” متناسين أنّ النظام نفسه هو من يروّج لهذه التسمية في محاولة منه لإيصال فكرة “إنّ رحيله لن ينهي تلك الحرب” لأنها أهلية وليست ثورة شعب نهض ضدّ الظلم والفساد والاستبداد.
وإن كان الجميع “ممن ليسوا سوريين” يطلقون عليها حربًا أهلية أو غيرها، فهم لم يشهدوا جرائم النظام و داعميه بحق السوريين. وهنا تكمن وظيفة السوريين الأحرار بكافّة أطيافهم للتأكيد للعالم بأسره أنّها ثورة شعب عظيم ، فلتكن في عيونهم ما تكون.. فهي في عيوننا ثورة.
محمد المعري
مقال رأي
I’ve been following your blog for some time now, and I’m consistently blown away by the quality of your content. Your ability to tackle complex topics with ease is truly admirable.
Your blog is a treasure trove of valuable insights and thought-provoking commentary. Your dedication to your craft is evident in every word you write. Keep up the fantastic work!