تصاعد الخطاب العنصري من قبل شريحة من الشعب اللبناني ضد اللاجئين السوريين في البلاد، بتحريض من بعض السياسيين ووسائل إعلام مقربة من حزب الله وحليفه “التيار الوطني” الحر بزعامة “ميشيل عون”، وذلك على خلفية التفجيرات الانتحارية التي ضربت منطقة القاع المسيحية قرب الحدود مع سوريا.
فبعد تنفيذ الجيش اللبناني حملات مداهمات طالت عدة مخيمات للاجئين في لبنان، وأدت إلى اعتقال المئات من السوريين بتهم “جاهزة” وهي الوجود داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية، مروراً بالإجراءات العنصرية الترهيبية، وصولاً إلى الاعتداء والضرب والتهديد بالحرق والقتل والاغتصاب.
“ميليشيات مسيحية” تهاجم 10 عوائل سورية نازحة في منطقة “حراجل”
وذكر مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش “نديم حوري” أن “ميليشيات مسيحية” هاجمت 10 عوائل سورية نازحة في منطقة “حراجل” بقضاء كسروان التابعة لجبل لبنان.
وقال “حوري” في منشور له عبر صفحته في موقع فيس بوك أن “قبضايات على مين؟ البارحة المساء هجم زعران على بناية بحراجل فيها حوالي 10 عوائل سورية، نزلوا الرجال وضربوهم لحوالي نصف ساعة، وبعدين بس خلصوا تلفنوا للبلدية، يلي ما عملت شيء للتدخل أو توقف حدا”، مرفقاً منشوراً بعدة صور تظهر اصابة عدد من اللاجئين السوريين.
تهديد بحرق وقتل واغتصاب اللاجئين السوريين
في بلدة القاع التي شهدت قبل أيام تفجيرات انتحارية خلفت عشرات القتلى والجرحى، هددت ما تسمى “حركة أحرار البقاع الشمالي” في بيان مصور وزع على مناطق في القاع بقتل اللاجئين السوريين واغتصاب نسائهم وحرق بيوتهم في حال عدم مغادرة المنطقة.
وقال البيان وفق موقع جنوبية اللبناني “يجب عليكم مغادرة منطقة البقاع الشمالي وخاصة هذه البلدة خلال مهلة 48 ساعة تبدأ من ساعة تبلغكم هذا القرار وإلاّ سنتعامل معكم كأعداء ولن تكونوا بأمان، سنحرق بيوتكم، سنغتصب بناتكم ونسائكم، وسنقتل أطفالكم وقد أعذر من أنذر”.
اجراءات ترهيبية وتعسفية
في هذه الأثناء، حددت بلديات عدد من المناطق اللبنانية إجراءات جديدة ضد اللاجئين السوريين المقيمين في البلاد، وذلك بعد أيام من الدعوة التي أطلقها رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير “جبران باسيل” خلال مؤتمر البلديات، حيث وضع “طوني بطرس” رئيس بلدية حراجل في قضاء كسروان نظاماً للنازحين السوريين في البلدة،، فبعد تبيان أعداد وأماكن تواجد النازحين وتفتيش الغرف من قبل شرطة البلدية سيتم:
1 – الإبقاء على من يعمل في البلدة وترحيل كل من لا يعمل في حراجل.
2 – حجز وسائل النقل غير القانونية ومنعها من السير في البلدة أن كانت سيارات أو دراجات نارية.
3- من يحمل أوراقاً غير شرعية يتم تسليمه للجهات المختصة وترحيله.
4- ممنوع التجول بعد الساعة 8 مساء.
5- تحديد العدد في كل غرفة ومنع التواجد بكثافة وبطريقة عشوائية.
كما أصدرت بلدية الشويفات سلسلة من الاجراءات المماثلة.
وتأتي هذه التطورات بعد أن شن الجيش اللبناني سلسلة عمليات دهم شملت مخيمات اللاجئين السوريين في بلدات: الطيبة، والحمودية، ويونين، وتل أبيض، والحديدية، ودورس، واعتقل مئات السوريين بحجة “وجودهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية”.
اورينت . نت