تُصوّر الميديا الغربية الصليبية أن ثمة “صراع كبير” و”خلاف عميق” بين أمريكا وروسيا حول نظام السفاح الدموي المجرم بشار الأسد منذ ست سنوات، ومن أجل هذا الصراع “الموهوم” يستمر النظام النصيري في سحق السوريين، والتفنن في قتلهم بداية من القناصة والشق بالمناشير مرورا بدفنهم أحياء وطعنهم بالسكاكين وفقء عيونهم، وحتى إبادتهم بطائرات الميغ وبراميل وحاويات البارود، وبذات وتيرة القتل النصيرية، يقوم تحالف (أمريكا – روسيا إيران – حزب حسن نصرالله) بقتل كل ما به روح في سوريا بالقنابل العنقودية وطائرات السوخوي والبي 52 وقنابل الفسفور والسلاح الكيميائي وغاز الخردل.
والمطلوب منا كشعوب مسلمة أن نُصدّق أن (سيرغي لافروف وجون كيري) وزيرا خارجية روسيا وأمريكا بينهما خلافات وملاسنات واشتباكات بالأيدي والأرجل تُعطّل إزاحة المجرم بشار الأسد من الحكم!
ولنفهم حقيقة هذه المسرحية الساقطة (لافروف – كيري) علينا أن نوقن أن الصراع هو حرب صليبية إجرامية ضد الإسلام والمسلمين، تستهدف الوجود الإسلامي في سوريا مثلما استهدف الصليبيون الوجود الإسلامي بالأندلس (طُليطلة – إشبيلية – جيان – برشلونة – قشتالة – بلنسية – سرقسطة – مدريد – قرطبة – غرناطة – ملقا… إلخ)… حتى أبادوهم عن بكرة أبيهم… علينا أن نوقن بتحالف الأرثوذكسية الروسية مع البروتستانتية الأمريكية لاستئصال المسلمين من سوريا… علينا أن نوقن أن روسيا وأمريكا تضعان حجر الأساس لما تُسمي “إسرائيل الكبرى” بدعم السفاح بشار الذي قتل أكثر من مليون سوري وهجر عشرة ملايين، واصاف نصف المليون بإعاقات دائمة في الأطراف والعيون.
لا خلافات مطلقا بين روسيا وأمريكا… إنما هو دور متعارف عليه بين المحتالين واللصوص والقتلة وقُطاع الطرق… عندما يزعم أحدهم أنه مختلف مع شريكه في الجريمة حتى يحصل علي أكبر قدر من المكاسب، وأمريكا تؤدي الدور ببراعة… منذ أكذوبة أن استخدام بشار للسلاح الكيماوي “خط أحمر” مرورا بأكذوبة منطقة حظر الطيران والمنطقة الآمنة… وحتى أكذوبة محاربة “الإرهاب”…
علينا أن نعي جيدا أنه لا يُمكن للصليبية العالمية أن تقدم أي مساعدة فيها نجاة للمسلمين وصلاحهم وفلاحهم… والتخلص من سفاح دموي كبشار الأسد… حتما سيعيد سوريا لوجهها المشرق كونها رمز وإحدى أضلاع مثلث الحضارة والعلم والقوة والنور والتاريخ الذي يتكون من (مصر – سوريا – العراق).
ما يفعله لافروف وكيري ليس سوى أحد فصول وقاحة الاجرام الصليبي الذي يقتلنا بدم بارد منذ أوائل القرن التاسع عشر وحتى هذه اللحظة.
ترك برس