بدأت معركة الرقة، وأعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم قبل يومين أن واشنطن أبلغت تركيا بالمعلومات الخاصة بالعملية.
وفي الحقيقة، تابعنا عملية قيل أنها تهدف إلى تطهير المدينة من داعش، غير أنها أضفت المشروعية على ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، حزب الاتحاد الديمقراطي.
مازالت السياسة المطبقة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما متبعة في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب، الذي يصارع النظام القائم في الولايات المتحدة ولم يمسك بعد بزمام المبادرة في واشنطن.
يقف حزب الاتحاد الديمقراطي كأهم حليف في العملية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش في الرقة. لكن من هو حزب الاتحاد الديمقراطي؟
لا داعي للغوص عميقًا في الماضي، لننظر في تقرير أممي نُشر قبل حوالي عشرة أيام وهو من إعداد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة. يقول المكتب إن 23.544 شخصًا هُجروا من مناطقهم.
قوات سوريا الديمقراطية (قوات حزب العمال والاتحاد لكن بغطاء مختلف) استمرت في التقدم باتجاه شرق وغرب الرقة ونتيجة لذلك نزح أكثر من 20.000 شخص من مناطقهم. وذكر التقرير أن أكثر من 200.000 شخص نزحوا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويشير التقرير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، أي حزب الاتحاد الديمقراطي، احتجزت الوثائق الشخصية للنازحين المقيمين في مخيم عين عيسى، ولم تسمح لهم بمغادرته.
روي غوتمان، الصحفي في “ديلي بيست” أعد خبرًا بناءً على التقرير، لفت فيه إلى مسؤولية الولايات المتحدة عن هذه المأساة الإنسانية. وفي الخبر الذي أعده من جرابلس أورد شهادات النازحين حول الاضطهاد الذي تمارسه قوات سوريا الديمقراطية ضدهم.
أجرى غوتمان حوارًا مع أربع أسر، ولفت إلى التمميز الذي تمارسه زعامات حزب الاتحاد الديمقراطي ضد العرب. وترد جملة “فيما يبدو كعملية تطهير عنصري ضد العرب..” في مقالة “ديلي بيست”.
منذ أشهر وتركيا تلفت الانتباه إلى عمليات التطهير العرقي التي يمارسها حزب الاتحاد الديمقراطي في المنطقة، و الآن تم توثيق هذا الواقع بشهادات المقيمين هناك والنازحين. يشير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تقريره إلى الأزمة الإنسانية هناك، وإلى دور قوات سوريا الديمقرطية، في هذه الأزمة.
وتحت ضجيج العملية التي يُقال إنها انطلقت من أجل تطهير الرقة من تنظيم داعش، تجري عملية تطهير عرقي.
توصلت إلى كل هذه النتائج من خلال مسح إخباري بسيط على الإنترنت، فمن يعلم ماذا يدور أيضًا على الأرض؟
ألم يكن باستطاعتهم القضاء على داعش من قبل؟ من أعد الأرضية التي أتاحت تمدد التنظيم إلى هذا الحد؟ كيف تحول وجود التنظيم إلى حجة تُساق لتبرير عملية عسكرية الآن؟ كم كبير من الأسئلة..
سيرى الغرب، الذي أقام تعاونًا مع شريك غير مناسب، أنه لن يتوصل إلى النتيجة المرجوة من عملية الرقة على هذه الأرضية الخطأ، وستدرك الولايات المتحدة أن لا خير تناله من حزب الاتحاد الديمقراطي.
ترك برس