نشرت صحيفة “نيويورك تمايمز” الخميس 10 كانون الأول، مقالاً اطّلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرّف، حول اجتماع عدد من النشطاء ونصبهم خياماً، أمام منزل عائلةٍ سوداء، لمنع السلطات من الحجز عليه.
استهلّت الصحيفة مقالها بأنّ أسرةً سوداء فقدت منزلها الذي تملكه منذ قرابة الستين عاماً، بعد رهنه واستلافها قرضاً عقارياً لدفع الرسوم العقارية المترتبة عليها، وبحسب بعض التقارير أن الارتفاع الهائل في الأسعار دفع العائلات السوداء لمغادرة المدينة.
وأفادت الصحيفة أن المواجهة بين المتظاهرين وقوات الشرطة حول طرد العائلة السوداء في بورتلاند، أوريغون، تثير الأشباح القديمة للتمييز العنصري والخطوط الحمراء في الخمسينيات من القرن العشرين، عندما انتقلت عائلات سوداء بهدف العمل في المقاطعة، ووجدوا أنّ هناك أماكن معينة فقط يمكنهم العيش فيها.
ويقول المتحدث باسم عائلة كيني التي تعيش في المنزل، البالغ من العمر 124 عاماً، ويليام كيني، أن الأسرة ضحيّة دائنين جشعين.
وتعتقد الأسرة أنها محاولة متعمّدة لإخراجهم من المنزل، الذي سماه المتظاهرون “البيت الأحمر”، والذي يقع في منطقة مزدحمة بالقرب من مطاعم وأبنية فاخرة.
فيما صرّح رئيس بلدية بورتلاند “تيد ويلر” أنّ إخلاء عائلة كيني بأمر من المحكمة كان قانونياً، ولن يتسامح أبداً مع أي محاولة للمتظاهرين لإنشاء منطقة حول العقار تمنعهم من تطبيق القوانين، وقال في تغريدة له على حسابه في تويتر “أفوّض شرطة بورتلاند لاستخدام جميع الوسائل المشروعة، لإنهاء الإشغال غير القانوني”، مضيفاً “لن تكون هناك منطقة حكم ذاتي في بورتلاند”
وعلى الرغم من أن ولاية أريغون قررت وقف عمليات الإخلاء في ظل انتشار الوباء، إلاّ أنّه تمّ نقل ملكية المنزل إلى شركة تطوير الإسكان قبل ذلك القرار حيث بيّنت الصحيفة استمرار التاريخ الكئيب من الإقصاء والعنصرية الذي قطّع أوصال أحياء مدينة بورتلاند، والذي يعود تاريخه للحرب العالمية الثانية، عندما بدأ العمال السود العمل في بناء السفن في المدينة ولكن غالباً ما تُركوا دون مكان للعيش فيه، ومن ثمّ أصبح حي “آلبينا” حيث يقع منزل عائلة كيني منطقة محصورة للسود فقط بعد أن دمر الفيضان مشروعاً سكنياً بني للعسكريين السود عام 1948.
تم البدء بقرار الإخلاء في أوائل أيلول، ليحتشد بعدها مؤيدو العائلة في فناء المنزل لمنع تنفيذ القرار مؤكدين أن هدفهم لم يكن إعلان منطقة حكم ذاتي داخل المدينة، إنما منع السلطات من طرد عائلة أخرى من حي تاريخي للسود.
ويقول أحد المتظاهرين “داستن براندون” إن ما حدث في المنزل سيشكل سابقة لمحاولات الإخلاء المستقبلية، وأضاف “نحن نقاتل من أجل حياة السود وحياة السكان الأصليين على العديد من المستويات”
واختتمت الصحيفة بتأكيد المتحدث باسم العائلة السيد كيني أن الحصار لمنع قرار الإخلاء كان سلمياً، وأن الشيء الوحيد الذي كان عنيفاً هو القوة الغاشمة التي استخدمتها شرطة بورتلاند وعمدة مقاطعة مولتنوماه.
ترجمة محمد المعري
المركز الصحفي السوري
رابط التقرير
https://www.nytimes.com/2020/12/10/us/portland-eviction-protests.html