تعتبر محاربة الارهاب، التي يتفق الجميع عليها، حجة لكثير من الجهات لتبرير تصرفاتها، بحيث أصبح التمييز بين الحقيقة والادعاء في هذا النطاق من القضايا المعقدة.
قام التحالف الدولي بمحاربة تنظيم الدولة، وقضى على 70 ألف مقاتل منه، وقضى عليه في آخر معاقله في الباغوز، وكان هذا في عهد الرئيس الأمريكي أوباما.
وكانت النتيجة اللاحقة لهذا الفوز سيطرة القوات الأمريكية وحليفها المحلي قوات سوريا الديموقراطية على آبار النفط الغنية في الشمال السوري.
ولاحقاً في عهد الرئيس ترمب تم قتل زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي في عملية أمنية في الشمال السوري، وفي وقت آخر صرح الرئيس ترمب بوضوح أن ما يهم القوات الأمريكية في سوريا هو النفط، ولاحقاً قرر سحب أغلب الجنود الأمريكيين من سوريا، كما وعد ناخبيه إبان الانتخابات بإعادة أبنائهم اليهم من “الحروب اللانهائية” بحسب تعبير ترمب.
تناقلت عدة وسائل إعلام في أوقات متباعدة بقاء بعض الجيوب لتنظيم الدولة في البادية السورية، التي يسيطر عليها اسمياً نظام الأسد، وتنتشر فيها بكثافة ولمساحات شاسعة الميليشيات الإيرانية.
وقد دأب التنظيم منذ نشأته، وكما هو معروف للجميع، بتبني عمليات انتحارية أو ارهابية في شتى أنحاء العالم، حتى لو كان سمع بها كغيره من الناس من وسائل الإعلام، ليعزز بذلك سياسته “الارهابية” القائمة على نشر الذعر والخوف منه، دون أن يفكر أن تكرار الكذب يؤدي الى ابطال مفعول قنابل الخوف التي يزرعها في عقول الناس.
وقد وقف بايدن، إبان رئاسة أوباما، موقف المؤيد والفاعل في دعم قرارات أوباما، على عكس ترمب، الذي بنى مزاعمه في القضاء على التنظيم على نجاحات سابقة في عهد أوباما.
وفي الفترة الأخيرة، زعم نظام الأسد أن جنوده تعرضوا لعمليات عسكرية من قبل تنظيم الدولة في طريق حمص – تدمر، كي يحافظ على حجته الأساسية في قمع الشعب السوري الثائر ضده، ولكي يستعطف المجتمع الدولي ويوصلهم الى قناعة أن البديل عن الأسد هو المنظمات الارهابية. فكيف حصل هذا في مناطق تسيطر عليها الميليشيات المدعومة من ايران، وما مدى صحة هذه الأخبار ودقتها.
وبعد فوز بايدن كرئيس منتخب للولايات المتحدة الأمريكية، نتسائل كيف سيكون مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا، وما الذي سينفذونه على الأرض بعيدا عن التصريحات السياسية.
ومن سيستخدم حجة محاربة الإرهاب أيضاً…
بقلم : محمد إسماعيل