نشرت مجلة “أنالسي ديفيزا” الإيطالية، تقريرا حول حاجة الاتحاد الأوروبي إلى توقيع الاتفاقية التي ستمنح تركيا حق الانضمام إليه، والتي تعمد أردوغان تأجيلها لغاية منتصف تشرين الأول/أكتوبر، إلى أن تتم الموافقة على شروطه.
وذكرت المجلة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، أن الاتحاد الأوروبي في حاجة ماسة لتوقيع هذه الاتفاقية وتفعيلها، وذلك لأجل إيجاد حل سريع لظاهرة الهجرة غير الشرعية، ولقضية اللاجئين السوريين، مؤكدة أن “فشلها سيمثل تهديدا حقيقيا لأوروبا”.
وأضافت أن العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وبين تركيا، مع تأخر دول الاتحاد الأوروبي في إدانة الانقلاب العسكري بأنقرة؛ زادت من تخوفات الاتحاد الأوروبي، وساهمت في تعقيد سير الاتفاقية.
وأشارت إلى أن الحكومة الألمانية أكدت على ضرورة تلبية تركيا للمعايير التي وضعتها الاتفاقية لكي تتمكن من الانضمام للاتحاد الأوروبي، وخاصة فيما يتعلق بحكم الإعدام.
وفي المقابل؛ قالت المجلة إن وزير الخارجية التركي أكد أن تركيا ستلقي بالاتفاق الذي يجمعها مع بروكسل حول موضوع الهجرة عرض الحائط؛ إذا رفض الاتحاد الأوروبي تمكين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى منطقة شنغن بحلول منتصف تشرين الأول/أكتوبر.
وأضافت أن برلين لم تتوقع أن تنفذ أنقرة تهديدها الذي شهدت نتائجه في الأسبوعين الماضيين؛ من خلال تضاعف عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى الجزر اليونانية، على الرغم من تعهد تركيا في 18 آذار/مارس الماضي باستقبال المهاجرين غير الشرعيين الموجودين على الأراضي اليونانية.
ولفتت المجلة إلى أن برلين اعتبرت التعجيل في إجراءات ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي “خطأ فادحا، والتزاما مدمرا لأوروبا”، ورجحت أن يكون هو السبب في انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأيدها في ذلك رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، الذي أكد أن “انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي خطأ خطير”.
وأضافت أن وزير الداخلية الإيطالي، أنجلينو الفانو، أعرب أيضا عن قلقه، وصرح بأن “على الحكومة الإيطالية القلق من الغزو المدمر الذي ستنفذه ليبيا في أوروبا، وإيطاليا على وجه التحديد، في حال انضمت تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وفتحت حدودها معها”.
وأشارت إلى “الإشكال الحقيقي” الذي سينجر عن هذه الاتفاقية، والمتمثل في زيادة تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين من الأراضي التركية، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى وقف هذه الظاهرة”، مضيفة أنه “مع هذه الاتفاقية؛ سيبدو الاتحاد الأوروبي وكأنه يشجع على الخطوة التي يسعى إلى وقفها، وسيكون قد ساهم في زعزعة استقرار الدول الأوروبية المناهضة للمهاجرين”.
وفي هذا الصدد؛ بيّنت المجلة أن رفض أردوغان لهذه الاتفاقية “سيشكل هزيمة كاملة للاتحاد الأوروبي، الذي سيُعد غير قادر على الدفاع عن دوله واستقرارها، وأنه يعتبر تركيا بمثابة المنقذ الأول الذي سيخلصها من المهاجرين”.
وتابعت: “في هذه النقطة؛ يبقى الغموض محيطا في ما يتعلق بموقف أردوغان وخطته تجاه هذه الاتفاقية؛ هل هو فعلا سيلبي حاجة الاتحاد الأوروبي ويخلصهم من المهاجرين، أم سيستخدم هذه الاتفاقية لدفع المزيد من اللاجئين والمهاجرين إلى البلدان الأوروبية”.
وفسر التقرير هدف أردوغان من توقيع هذه الاتفاقية، قائلا إنه يسعى إلى منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية؛ لكسب تأييدهم، ولكي يتمكنوا من دخول الاتحاد الأوروبي دون تأشيرة، “على الرغم من الواقع الذي يوضح أن الرئيس التركي لا يحتاج إلى التأييد، وخاصة بعد حدث الانقلاب الفاشل الذي زاد من شعبيته، ومكنه من تصعيد نفوذه”.
وشدد التقرير في ختامه على الدور الهام الذي يلعبه أردوغان في هذه الاتفاقية، والذي سيساهم في تحديد مستقبل المهاجرين غير الشرعيين، واللاجئين السوريين الماكثين في الدول الأوروبية، وعلى ضرورة التسريع في توقيع الاتفاقية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي.
وكالة طه