وهذه الطائرة ليست الأولى لقوات النظام التي يتم إسقاطها منذ بداية الهدنة المعلنة في سوريا، حيث أسقطت الأولى بريف حماة الشمالي في الـ12 من مارس/آذار الماضي، وهذا يزيد وجاهة التساؤلات المطروحة بشأن الموضوع.
وقالت وكالة سانا الرسمية للأنباء إن الطائرة تم إسقاطها بصاروخ مضاد للطائرات، وذلك في رواية شبيهة لما نشرته بشأن سقوط الطائرة الأولى، وهو ما نفته المعارضة المسلحة حينها، وأكدت أن إسقاط الطائرة تم باستخدام المضادات الأرضية.
رواية وادعاء
من جهتها، تبنت جبهة النصرة رسميا إسقاط الطائرة، ونشرت تسجيلا مصورا مع قائدها بعد أسره، ونفت بشكل قاطع أن تكون الطائرة قد أسقطت باستخدام أي نوع من الصواريخ، وذلك في تصريح خاص للجزيرة نت من خطاب أبو محمد مراسل مؤسسة المنارة البيضاء التابعة لجبهة النصرة.
وأكد أبو محمد أن الطائرة أسقطت خلال شنها غارات على ريف حلب الجنوبي عبر استهدافها بشكل مكثف ومتزامن من المضادات الأرضية، وذلك أثناء تحليقها على ارتفاع منخفض، مشيرا إلى أن هذا ليس جديدا في سوريا، فقد سقطت العديد من الطائرات بنفس الطريقة في مختلف المناطق.
وأضاف أبو محمد أن الادعاءات الكاذبة بأن الطائرة أسقطت بصاروخ مضاد للطائرات هدفها إظهار أن هناك في المجتمع الدولي من يقف في صف الثوار، ومن الممكن أن يكون قد زودهم بأسلحة نوعية، وهذا لم يحصل مطلقا.
كما أن إسقاط الطائرة -برأي أبو محمد- لا يدل على أي تغير في التوازن العسكري بين النظام والمعارضة، فهذا التوازن لم يتغير على الرغم من العدد الكبير للطائرات التي خسرها النظام سابقا.
حطام الطائرة التي أسقطت في ريف حلب (ناشطون) |
تفسير واستبعاد
من جهته، يرى النقيب أحمد العلي المنشق عن قوات الدفاع الجوي التابعة للنظام أن سقوط طائرتين حربيتين للنظام في فترة زمنية متقاربة أمر لم يحدث منذ فترة طويلة، بسبب أن قوات النظام توقفت عن استخدام طائراتها القديمة غير القادرة على تنفيذ عمليات قتالية من ارتفاعات عالية، حيث إن الغارات المكثفة للطائرات الروسية كانت تغنيها عن ذلك.
ويبدو أن النظام اضطر لإعادة الاعتماد على هذه الطائرات القديمة للقيام بالعمليات القتالية مع تقليل الروس عدد مقاتلاتهم العاملة في سوريا، وهو ما أعاد الفعالية للمضادات الأرضية للطائرات التي تملكها المعارضة المسلحة.
واستبعد العلي أن تكون المعارضة المسلحة قد حصلت على صواريخ مضادة للطائرات، وبالتالي فإن تفوق قوات النظام عليها بامتلاكها قوة جوية ما زال على حاله، مما يعني عدم حدوث أي تغير في ميزان القوى بين الطرفين، لكنه في الوقت نفسه لم يستبعد إمكانية حدوث ذلك في المستقبل.
ومن حيث النتيجة لا يبدو أن حجم التساؤلات التي طرحت بشأن الموضوع يتناسب مع رؤية المعارضة المسلحة أو جبهة النصرة حول حقيقة ما حدث وأبعاده، لكن المعارضة المسلحة تبدو أكثر تفاؤلا بشأن إمكانية تغير موازين القوى، وانتهاء تفوق قوات النظام الناتج عن امتلاكها سلاح الجو.