أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مساء أمس السبت، أن منظمته ستعقد في مايو/ أيار المقبل، مؤتمرا دوليا إنسانيا، بمدينة إسطنبول التركية، من أجل توفير الدعم للاجئين عبر العالم.
وكان “بان كي مون”، يتحدث في تصريحات للصحفيين، عقب محادثات أجراها مع قيادة جبهة “البوليساريو”، خلال زيارة قام بها لمخيمات اللاجئين الصحراويين بمنطقة “تيندوف”، جنوبي غرب الجزائر.
وجبهة “البوليساريو”، هي حركة تأسست عام 1973، وتسعى إلى “تحرير” الصحراء الغربية مما تصفه بـ”الاستعمار المغربي”، وتأسيس دولة مستقلة في الصحراء الممتدة، جنوبي المغرب، وغربي الجزائر، وشمالي موريتانيا.
وقال المسؤول الأممي، “سنعقد في مايو/أيار القادم المؤتمر العالمي الإنساني بإسطنبول بتركيا، والذي يخصص لدعم اللاجئين عبر العالم”، دون أن يقدم تفاصيل أخرى حول المؤتمر.
وفي السياق، حث “مون” المجتمع الدولي، والدول المانحة على تقديم الدعم لـ”الشعب المنسي الصحراوي”، وفقاً لتعبيره، مشيرا أنه سيلتقي قريبا في مدينة جنيف السويسرية، مانحين دوليين بشأن ملف “اللاجئين الصحراويين”، دون أن يحدد تاريخ لذلك.
وتأوي الجزائر بمنطقة “تيندوف” (جنوب غرب) عشرات آلاف “اللاجئين الصحراويين” الفارين من النزاع بين المملكة المغربية و”جبهة البوليساريو”، وهم يعيشون على المساعدات الدولية، التي توفرها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وفي تعليقه على أوضاع اللاجئين، قال الأمين العام، إن “الحالة الإنسانية هنا حرجة وهناك حاجة ماسة للماء والصرف الصحي ومصادر الرزق”.
وأضاف، أن “الأطراف المتنازعة (المغرب والبوليساريو)، لم تحقق أي تقدم يكون حلا دائما وعادلا ومقبولا لدى الطرفين يفضي إلى تقرير مصير الصحراويين وهذا ما يطالب به مجلس الأمن منذ العام 2004”.
ووصل “بان كي مون”، في وقت سابق من اليوم، إلى مخيمات “السمارة”، التي تؤوي اللاجئين الصحراويين، جنوب غربي الجزائر، في زيارة تستمر ليوم واحد، في إطار جولة بالمنطقة لبحث النزاع، الذي نشب عام 1975 بين المغرب و”جبهة البوليساريو”.
وتعد مخيمات اللاجئين الصحراويين، المحطة الثانية في جولة “مون”، في المنطقة التي بدأها من موريتانيا الخميس الماضي، على أن يتوجه غدًا الأحد، إلى العاصمة الجزائرية، التي تستضيف على أراضيها عشرات آلاف اللاجئين الصحراويين، وذلك لبحث الملف مع المسؤولين المحليين.
وبدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء تواجد الاحتلال الإسباني بها، ليتحول الصراع بين مملكة المغرب و”جبهة البوليساريو”، التي تطالب باستقلال الإقليم إلى نزاع مسلح، استمر حتى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة، عام 1990.
وتشرف الأمم المتحدة، على مفاوضات بين المغرب و”البوليساريو”، من أجل الوصول إلى حل نهائي للنزاع حول الإقليم.
وتصر “الرباط”، على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم.
الأناضول