زارت مراسلة “كومسومولسكايا برافدا” معسكر اللاجئين في جزيرة ليسفوس وتعرفت كيف يستفيد البعض ويجمع الثروة من دماء الآخرين ومآسيهم الإنسانية.
تطفو أجسادهم الصغيرة على أمواج البحر الأبيض المتوسط، وشفاههم مزمومة ووجوههم شمعية ويأكل ملح البحر جلودهم وتلتهم الأسماك لحومهم وترمي موجات البحر من تبقى من جثث الغرقى على صخور الجزر اليونانية العارية.
يجب القول إن الخريف والشتاء الماضيين كانا بمثابة الكابوس بالنسبة لسكان جزيرة ليسبوس. من هنا إلى الساحل التركي فقط 6.5 كيلومترا.
تنتشر جثث اللاجئين من الكبار والأطفال ولا مكان لدفنهم في الجزيرة حيث لا توجد مقبرة بسبب قلة الأراضي، وكلفة الدفن باهظة. ذات مرة وقفت حاوية مع 120 جثة في طقس حار لمدة أسبوعين تقريبا. وأخيرا، عثروا على مقبرة قديمة مهجورة في الجبال وهناك جرى ردم الجثث في مقابر لا تحمل علامات ترقيم ولا أسماء ولا جنسيات. قد يقام في يوم ما نصب تذكاري لهؤلاء البؤساء ويكتب عليه:” تخليدا لذكرى الذين لم يصلوا الى الهدف المنشود. ارقدوا بسلام”.
يؤكد صيادو السمك اليونانيون أنهم شاهدوا في البحر جثثا لكبار وصغار وبطونها مخيطة. في تركيا تنتزع أعضاء اللاجئين وترمى جثثهم في البحر لكي تلتهم الأسماك.
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي اعتقلت الشرطة التركية مواطنا إسرائيليا ( مولود في أوكرانيا) يدعي بوريس وكر (اسمه الحقيقي ولفمان) كان يشتري من اللاجئين السوريين أعضائهم الداخلية التي يجري استئصالها في عيادات خاصة تركية. واتضح أن المذكور ملاحق من قبل الانتربول ليس فقط لتجارة الأعضاء، ولكن أيضا لتنظيمه عمليات نقل الأعضاء بشكل غير مشروع في كوسوفو وأذربيجان وسريلانكا في الفترة من 2008 الى 2014 وكان يربح من بيع كل عضو من 70 الى مئة ألف يورو.
يفرض ستار السرية على موضوع استئصال أعضاء الأطفال وهي تعتبر أغلى الأعضاء في السوق السوداء. لا أحد له مصلحة في الكشف عما يجري هناك. “المتبرع” مات وصمت الى الأبد والطبيب القاتل وكذلك الوسيط لا يهمهما إلا المال وأما المريض فلا يريد إلا العودة الى الحياة الطبيعية. هذا البزنس يحظى بتغطية في مختلف أوساط السلطة بما في ذلك على أعلى المستويات. الكلية المستأصلة لا تعيش أكثر من 48 ساعة، والكبد والبنكرياس أقل من ذلك. من يستطيع أن يوفر نقل هذه الأعضاء بدون تفتيش جمركي بالطائرة على سبيل المثال، من الصومال أو كينيا الى أي نقطة من العالم؟.
في نهاية يناير/ كانون الثاني أعلن الانتربول أن 10 آلاف طفل من اللاجئين اختفوا في أوروبا وتقول أرقام أخرى إن العدد 12 ألف طفل. والحديث هنا عن الأطفال المسجلين رسميا في أوروبا. أين اختفى كل هؤلاء؟
الطفل عندما يمرض يتحول إلى عبء على الأب المزعوم الذي يرافقه ولذلك يتخلص منه بأن يتركه على قارعة الطريق أما الطفل السليم فهو رأس مال ثمين يمكن بيعه لبيوت الدعارة أو يمكن تقطعيه وبيع أعضائه خاصة وأنه توجد خبرة كبيرة في هذا المجال في كوسوفو وألبانيا.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا