أودى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بحياة نحو 10 آلاف شخص في العالم إلى حدود مساء أمس الخميس، وأدخل الاقتصاد الأميركي في ركود، بينما تسبب في تصدّر إيطاليا قائمة عدد الوفيات متجاوزت الصين، بؤرة انتشار الفيروس.
وحسب إحصائية أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية، سُجلت إلى حدود مساء أمس الخميس قرابة 233 ألف إصابة في 158 بلدا منذ بدء تفشي الوباء نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
تمديد العزل
وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا في القارة الأوروبية 100 ألف، بينما ارتفع في إيطاليا عدد الوفيات إلى 3405، متجاوزا عدد الوفيات في الصين (3245).
وبذلك تصبح إيطاليا الدولة الأولى في العالم من حيث عدد الوفيات جراء الفيروس، تليها الصين، فإيران، ثم إسبانيا.
وأعلن رئيس الحكومة الإيطالي جوزيبي كونتي أن إجراءات العزل المفروضة منذ أسبوع في البلاد ستمدد إلى ما بعد موعدها المقرر يوم 3 أبريل/نيسان القادم.
وفي الولايات المتحدة أعلنت جامعة جونز هوبكنز ارتفاع عدد الوفيات في البلاد جراء الفيروس إلى 200، في حين بلغ عدد الإصابات 13680.
كما تحدثت وسائل إعلام أميركية عن ارتفاع عدد المصابين في الجيش الأميركي إلى 51 وتعافي مصابين، بينما توقع حاكم ولاية كاليفورنيا إصابة 56% من سكان الولاية بالفيروس خلال ثمانية أسابيع.
وقال عمدة نيويورك إن المدينة لا تستطيع وحدها مواجهة تفشي كورونا، وإن هناك حاجة إلى مساعدة عسكرية للسيطرة على انتشار الفيروس فيها.
من جهتها، حذرت الخارجية الأميركية رعاياها من السفر إلى الخارج بسبب تفشي الفيروس. ونقلت وسائل إعلام أميركية أن الولايات المتحدة رفعت تحذير السفر الدولي إلى الدرجة الرابعة.
ركود اقتصادي
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة “ذا هيل” الأميركية أن كبيرة الخبراء في “بنك أميركا” ميشيل ماير نبهت إلى أنه لم يعد ممكنا تجنب سيناريو الركود الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا، وأن الركود بدأ بالفعل.
وفي مذكرة إلى عملاء البنك، كتبت ماير “نعلن رسميا أن الاقتصاد الأميركي انضم إلى بقية العالم وسقط في حالة الركود، وهو في هبوط عميق، وأن الناس ستفقد وظائفها، والثروات ستدمر والثقة ستتراجع”.
وإلى حدود يوم أمس، أودى الفيروس بحياة 767 شخصا في إسبانيا، وارتفع بذلك عدد الوفيات بنسبة 30% خلال 24 ساعة، بينما تخطت حصيلة الإصابات 17 ألفا، بحسب الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة.
وأمرت السلطات الإسبانية بإغلاق كل الفنادق لمدة سبعة أيام، في محاولة لمحاصرة انتشار الفيروس. كما تشهد البلاد منذ السبت الماضي إغلاقا تاما، حيث لا يسمح للناس بالخروج إلا للذهاب إلى العمل وشراء الطعام والأدوية والاعتناء بالأشخاص المسنين.
عكس المسار
من جهته، قال رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون أمس الخميس إن بإمكان بلاده “عكس المسار” في مكافحة انتشار فيروس كورونا.
وأضاف جونسون في مؤتمر صحفي يومي من مقر الحكومة في داونينغ ستريت، أن “بإمكاننا عكس المسار خلال 12 أسبوعا” بشرط أن يتبع البريطانيون التوصيات بتجنب التجمعات.
وأوصت بريطانيا التي سجلت حتى يوم أمس 144 وفاة، بتجنب التجمعات والعمل عن بعد، دون أن تقر إجراءات تقييدية. وستغلق المدارس في البلاد اعتبارا من اليوم الجمعة.
لا إصابات جديدة
وفي الصين ولليوم الثاني على التوالي، لم تسجل أي إصابة محلية جديدة، في حين ارتفع عدد الإصابات اليومية بين مسافرين جاؤوا إلى البلاد ليبلغ مستوى قياسيا جديدا.
وقالت لجنة الصحة الوطنية إن البر الرئيسي في الصين سجل أمس الخميس 39 إصابة مؤكدة جديدة، جميعها بين وافدين قدموا إلى البلاد.
كما لم تشهد مدينة ووهان عاصمة إقليم هوبي وبؤرة انطلاق المرض، أي حالات جديدة لليوم الثاني على التوالي.
وفي سياق جهود مكافحة انتشار الفيروس، أغلقت البرازيل أمس جميع حدودها البرية لمدة 15 يوما، باستثناء الحدود مع أورغواي.
وكانت دول أخرى في أميركا الجنوبية مثل كولومبيا وتشيلي والأرجنتين، قد اتخذت إجراءات أكثر صرامة في الأيام الأخيرة، وأغلقت تماما حدودها البرية والبحرية والجوية.
أما بنما التي تضم المطار الأكثر ازدحاما في أميركا الوسطى، فقد أعلنت أمس الخميس أنها ستعلق ابتداء من الأسبوع المقبل كل الرحلات الدولية لمدة شهر.
وقالت إن الرحلات الجوية التي تنقل البضائع والرحلات الإنسانية والرحلات الداخلية ستبقى تعمل حتى إشعار آخر.
نقلا عن: الجزيرة