عاد المصلون إلى مساجد مكة المكرمة بعد انقطاع 90 يوما كإجراء احترازي مع تفشي فيروس كورونا المستجد، كما رفعت إسبانيا أخيرا حالة الطوارئ الطويلة التي فرضتها، في وقت وصل فيه عدد المصابين بالفيروس حول العالم إلى أكثر من 8.81 ملايين شخص.
فقد استقبلت جوامع ومساجد العاصمة المقدسة في السعودية المصلين اليوم الأحد، وسط أجواء احترازية ووقائية صحية.
وكانت وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة أعلنت الجمعة أن 1560 مسجدا وجامعا في مكة المكرمة، استعدت لاستقبال المصلين بعد انقطاع 90 يوما بسبب فيروس كورونا المستجد.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن المساجد فتحت أبوابها ابتداء من صلاة فجر هذا اليوم، حيث تم تطبيق الاحترازات والاشتراطات التي تضمنت ضرورة تطبيق التباعد بين المصلين لمسافة مترين، ولزوم لبس الكمامة وإحضار سجادة مع كل مصلٍّ، إضافة إلى فتح النوافذ والأبواب في حال إقامة الصلاة، إضافة لوضع الملصقات عند الأبواب للعمل بالأنظمة والاشتراطات والبروتوكولات الصحية الواردة من وزارة الصحة.
ويأتي القرار قبل أسابيع من موسم الحج السنوي إلى مكة المكرمة. وتُواجه السعودية للمرة الأولى في التاريخ الحديث، خيارا صعبا بين احتمال تقليص أو إلغاء الحج الذي يُقام في أواخر يوليو/تموز.
وخارج مكة، فُتحت المساجد نهاية مايو/أيار، وسجلت السعودية -الأكثر تضررا بين دول الخليج- أكثر من 150 ألف إصابة بالفيروس، بينها نحو 1200 وفاة.
عودة الحياة لإسبانيا
ورفعت إسبانيا أخيرا -اليوم الأحد- حالة الطوارئ الطويلة التي فرضتها للحد من واحدة من أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا في أوروبا.
وسجلت البلاد أكثر من 28 ألف وفاة من بين أكثر من 245 ألف إصابة.
وبعد 14 أسبوعا في المنزل، سيتمكن المواطنون الإسبان من السفر في جميع أنحاء البلاد خارج المقاطعة التي يعيشون فيها.
واعتبارا من اليوم الأحد، يمكن للسائحين من دول شنغن دخول البلاد، مع السماح للمسافرين من أي مكان آخر بالعودة اعتبارا من مطلع يوليو/تموز. وتعتبر هذه خطوة رئيسية لإسبانيا، حيث تعد السياحة قطاعا اقتصاديا رئيسيا فيها، وتشكل أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبموجب “الوضع الطبيعي الجديد” للبلاد، لا تزال هناك بعض القيود وتختلف بحسب المنطقة اعتمادا على الظروف المحلية.
وعلى الصعيد الوطني، لا تزال معظم المدارس مغلقة، ومن المقرر أن يبدأ التدريس في الفصول الدراسية مرة أخرى في سبتمبر/أيلول.
ويجب ارتداء الأقنعة في وسائل النقل العام والطائرات والمحلات التجارية وغيرها من الأماكن العامة المغلقة في جميع أنحاء البلاد، ويمكن تغريم أي شخص يخالف هذه القواعد بما يصل إلى 100 يورو (111 دولارا).
وفي السياق، أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزالس أن بلادها ستسمح -اعتبارا من اليوم الأحد- بدخول المواطنين البريطانيين، من دون أن تفرض عليهم حجرا صحيا.
وكانت السلطات الإسبانية قد أعلنت سابقا أنها ستفرض حجرا صحيا لمدة أسبوعين على البريطانيين حال وصولهم إلى أراضيها، وذلك في إطار المعاملة بالمثل، إذ تفرض المملكة المتحدة حجرا صحيا على الوافدين الأجانب.
ويمثّل البريطانيون تقليديا أكبر نسبة من السياح في إسبانيا، ويقيم أكثر من 250 ألف بريطاني طوال العام في إسبانيا، بينما يملك عشرات آلاف آخرون منازل في هذا البلد يقيمون فيها بصورة متقطعة.
وأوضحت الوزيرة أن الحكومة اتخذت هذا الإجراء “احتراما لـ400 ألف مواطن بريطاني لديهم منازل ثانوية في إسبانيا ويريدون الاستفادة منها”.
وقالت إنها تأمل في أن تتعامل لندن بالمثل في هذه المسألة، إذ يقيم نحو 150 ألف إسباني في بريطانيا.
تحقيق وطوارئ
في المقابل، أعلن القضاء البرتغالي فتح تحقيق حول بؤرة جديدة لفيروس كورونا المستجد.
وقالت النيابة العامة في فارو (جنوب) -في بيان- إنها ستحقق في “الظروف المحيطة بحفل عيد ميلاد” جرى ليلة 8 يونيو/حزيران في بلدية لاغوس.
وشارك في هذه المناسبة “عشرات الأشخاص، وهي مصدر بؤرة لعدوى كوفيد-19″، وفق النيابة العامة التي أشارت إلى إمكانية حصول جريمة تتمثّل في “نشر المرض”. وأدت البؤرة إلى نحو مئة إصابة جديدة.
بدورها، قالت وزيرة الصحة مارتا تيميدو إن “من يعتقدون أن بإمكانهم استئناف حياتهم العادية مخطئون”.
وفي أستراليا، مددت ولاية فيكتوريا حالة الطوارئ 4 أسابيع أخرى اليوم الأحد، على أن تنتهي في 19 يوليو/تموز، بينما تكافح الولاية ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا وزيادة في حالات العدوى المحلية.
وتأتي الخطوة بعد يوم من إعلان الولاية -وهي ثاني أكبر ولايات أستراليا من حيث عدد السكان- إعادة فرض القيود التي تقصر عدد الزوار في المنازل على 5 أشخاص، وتحظر تجمع أكثر من 10 أشخاص في الخارج اعتبارا من يوم الاثنين. وكان قد تقرر تخفيف هذه القيود في الأول من يونيو/حزيران للسماح بوجود 20 شخصا في المنازل والتجمعات العامة.
أرقام كورونا
وأشار إحصاء لوكالة رويترز إلى أن أكثر من 8.81 ملايين شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، كما أن نحو 463 ألفا توفوا جراءه.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى الحالات في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مسجلة نحو مليونين و264 إصابة، من بينها 119 ألفا و630 وفاة.
وجاءت البرازيل في المركز الثاني مسجلة نحو مليون و67 ألف إصابة من بينها 50 ألف وفاة، كما جاءت روسيا في المركز الثالث مسجلة نحو 577 ألف إصابة من بينها 8 آلاف وفاة.
وفي أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تخطّى عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد عتبة المليونين، نصفهم في البرازيل.
أما المكسيك -التي سجّلت فيها أكثر من 170 ألف إصابة (بينها أكثر من 20 ألف وفاة)- فهي ثاني دولة في أميركا اللاتينية من حيث أعداد المصابين بالفيروس، وقد أخّرت السلطات في مكسيكو سيتي لأسبوع استئناف الأنشطة الاقتصادية بعدما كان ذلك مقررا الاثنين.
وسجل بر الصين الرئيسي اليوم الأحد 26 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا. وقالت لجنة الصحة الوطنية -في بيان- إن من بين الإصابات الجديدة 22 حالة في بكين، وهو نفس العدد الذي تم تسجيله قبل يوم.
وسجلت المدينة أول حالة في أحدث موجة في 11 يونيو/حزيران، وتم الربط بين عودة ظهور الفيروس وسوق لبيع المواد الغذائية بالجملة في جنوب غرب بكين.
وفتحت السلطات المحلية في العاصمة ألفي مركز للفحص، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة، التي قالت إن 2.3 مليون عينة قد جمعت حتى الآن.
نقلا عن الجزيرة