“بالتكبير نبدأ.. وبالضحكة وفرحة العيد.. وبكاء الحرية، رغم سجنك وقهرك يا بشار.. عندي حرية، رغم الإحساس الصعب، وقسوة فراق الأبناء.. ما بتقدر تشيل صورهم من قلبيّ.. حسبك عند الله المعتقل، وحسبي عنده الحرية”، تلك كلمات الشاب إبراهيم المعتقل في سجن صيدنايا المسربة للأهل في مدينة إدلب المحررة.
يهّل العيد على المعتقلين الذين زج بهم نظام بشار خلف أسوار السجون، ولا ينظر إلى معاناة أسر ذويهم، لا تشملهم قرارات عفو رئاسي، فهم ممن غضب عليهم النظام وغيبهم في سجون العتمة والذل، فالجبن والخوف من صفات نظام منهار، لا ينفذ حقده.
تكشف هالة زوجة معتقل من ريف إدلب (25 عاماً) “لم أنم ليلة العيد، وتكبيرات الجوامع بانتهاء شهر الصوم وفرحة العيد.. ألهبت صدري حزناً على من أحب القابع في سجن الظالم بشار، بتهمة الاعتقالات التعسفية.. آه الجرح يحز في قلب صاحبه، كم هو صعب أن تكون على قيد الحياة في دنيا مليئة بالأحزان، لكن فقدان من تحب، وحده الله يعلم تلك المشاعر الملتهبة”.
النظام كعادته يعيد على المعتقلين بطريقته الخاصة، فمع استقبال العيد، يزيد من إحكام قبضته الأمنية على السجناء، تغلق الزنازين من يوم الوقفة إلى آخر أيام العيد، وتمنع التريض في الممر الكئيب، فيصير الممر هذا حلماً كأنه الجنة.
وفي بعض الأحيان تعلن مصلحة السجون عن زيارات استثنائية للمعتقلين بمناسبة العيد، لكن الحقيقة، وفق ما يقوله أهالي المعتقلين وترصده المؤسسات الحقوقية، فإن الزيارة الاستثنائية لا تتخطى عشر دقائق.
ويطول قبل بدء “زيارة العيد” انتظار ذوي المعتقل من الصباح إلى المساء، بدعوى أن الأعداد كبيرة والدخول إلى قاعة الزيارة في وقت مبكر حسب ما ستدفعه من رشوة تطلب وكأنها عين حق، لذا تجد زيارة تجار السلاح أطول بكثير من زيارات السياسيين، وسجناء الرأي.
وتجدر الإشارة إلى أن سجناء النظام في سوريا، لم يكن لهم ذنب اقترفوه، ولا فعل أجرموه، محاكم جائرة واعتقالات تعسفية.
يكشف أبو عبد الرحمن من مدينة إدلب (35 عاماً) “خوف النظام من المدنيين، جعله يحضر التهم مسبقاً ولا يحتاج الأمر سوى اعتقال الأبرياء ولصق التهم الموجهة، بقوة التعذيب والضغط النفسي.. أحكام جائرة.. وتصفية للسجناء.. والناجي من ظلمهم مولود، وحدك يا الله قادر على جعل كيدهم في نحورهم”.
ويبقى الواقع الذي يشهده البعض أن العيد ليس سعيداً على الجميع، منتظرين فجرا جديدا.. لعل فيه الفرج الذي لطالما انتظروه لأعوام.. الفرج والحرية طلبنا.. وكل ما نرجوه من الله الحرية للمعتقلين.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد