مدينة كفرنبل الواقعة في ريف إدلب الجنوبي على بعد حوالي 10 كيلو متر إلى الجهة الغربية من مدينة معرة النعمان, تتميز بمجموعة من السمات المتفردة والتي تمنحها خصوصية فريدة تميزها عن كثير من المدن والبلدات في ريف المحافظة, أو حتى في الريف السوري عموماً, على الأقل هكذا يؤمن أبناء هذه المدينة الصغيرة والبالغ عددهم حوالي 30 ألف نسمة.
كفرنبل والشهرة:
قبل اندلاع أحداث الثورة السورية, كانت كفر نبل عبارة عن اسم مغمور ومجهول عند عوام السوريين, لكنها كانت معروفة لدى أوساط المثقفين السوريين كنتيجة طبيعية للغزو الكبير الذي كان يقوم به أبناؤها للجامعات السورية قاطبة, وبأعداد كبيرة في كل عام دراسي جديد, لكنها اكتسبت شهرة محلية وعربية, بل وطرقت باب العالمية بعد اندلاع أحداث الثورة السورية نتيجة قيام مثقفيها بلعب دور حضاري “إنساني” مميز في تقديم الصورة الناصعة عن الثورة السورية بوجهها الأخلاقي حيث تحدثت صحف عالمية عن ميزات شعارات اللافتات التي رفعها أبناء كفرنبل.
شهرة من نوع آخر:
تشتهر مدينة كفرنبل بطبيعتها الجميلة وهوائها العليل, حيث ترتفع عن سطح البحر بما يقارب 635 متر, وتحيط بها غابات كثيفة من الأشجار المثمرة ولا سيما كروم الزيتون والتين, حيث قارب موسم تجارة هذا الأخير على الانتهاء بانتظار الصيف القادم ليبدأ الموسم الجديد, فهذه المدينة الصغيرة وما يتبع لها من قرى محيطة تنتج سنوياً أكثر من 900 طن من التين المجفف عالي الجودة و المعروف محلياً “بالتين البياضي” والذي يعتبر من أجود أنواع التين الجاف على مستوى العالم, حيث يشتريه التجار الكبار في كل من دمشق وحلب ليتم شحنه عبر البحر إلى عددٍ من الدول كروسيا والمملكة العربية السعودية ومصر والعراق, عماد 45 عاماً هو أحد التجار المحليين الذين يملكون مستودعات لتخزين التين المجفف تحدث لنا عن هذا الموسم الذي انتهى تقريباً بالقول:
“أقوم بشراء التين المجفف من المزارعين مباشرة, أو من تجار صغار, ثم أقوم بتعبئته في أكياس كبيرة وتخزينه لعدة أشهر, ثم أبيعه لتجار دمشق الذين يقومون بتصديره إلى خارج البلاد, هذا الموسم كان جيداً للغاية وغير متوقع حيث وصلت أسعار هذه المادة لأسعار قياسية بلغت ثلاث دولارات للكيلو الواحد”
يعتبر موسم التين في مدينة كفرنبل هو موسم مميز على جميع الأصعدة, فهو بمثابة العرس الشعبي أو العيد طويل الأمد, خصوصاً وأنه يترافق مع قدوم فصل الصيف حيث الدفء والسهر والعمل, منصور 54 عاما هو مزارع يعمل في مجال زراعة التين يتحدث عن بهجة هذا الموسم في كفرنبل بالقول:
“كفرنبل هي أرض التين, وأجمل ما يميزها هو تلك البساتين الكثيفة التي تحيط بها كالسوار الذي يحيط بالمعصم, وموسم التين فيها هو عيد جماعي تنتظره الأسر بفارغ الصبر”
هناك من يقول ان أسم هذه المدينة هو اسم سرياني الأصل, ويعني بستان التين, ليعلم القاصي والداني أن كفرنبل ليست مجرد لافتات وكلمات, بل هي كروم وبساتين وتين أبيض كالثلج..
المركز الصحفي السوري-حازم الحلبي.